تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث علي: أصبت شارفًا مع رسول الله في مغنم يوم بدر قال

          2375- (هِشَامٌ) هو(1) ابن يوسف الصنعاني. (ابْنِ عَلِيٍّ) ساقط من نسخة. (شَارِفًا) بمعجمة هي النَّاقة المسنَّة. (وَمَعِي صَائِغٌ) بمهملة وهمزة بعد الألف وقد تُبدل ياء وبمعجمة بعدها، وفي نسخة: <طَابَعٌ> بطاء مهملة وموحَّدة بعد الألف، وفي أخرى: <طَالِعٌ> بلام بعد الألف(2) أي(3) ومعي من يعرِّفني الطَّريق.
          (قَينُقَاعَ) بتثليث النُّون منصرف بإرادة الحي، وغير منصرف بإرادة القبيلة، وهي رهط من اليهود. (فَأَسْتَعِينَ بِهِ) أي بالإذخر(4) أي بثمنه (يَشْرَبُ) أي خمرًا (فِي ذَلِكَ البَيتِ) أي السَّابق ضمنًا في قوله: (عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ(5)) (قَينَةٌ) أي مغنية (أَلاَ) للتنبيه. (يَا حَمزُ) بفتح الزَّاي وضمها. (لِلشُّرُفِ) بضمِّ الشين والرَّاء وقد تُسكن جمع شارف واللَّام متعلقة بمحذوف، أي(6) انهض أو نحوه. (النِّوَاءِ) بكسر النُّون والمدِّ جمع ناوية: وهي السَّمينة، وما ذكره مطلع قصيدة بقيتة(7) مع زيادة.
...................................                     وهنَّ(8) معقلات بالفناء
ضع السكين في اللبات منها...                     وضرجهنَّ حمزة بالدماء
وعجل من أطايبها لشرب(9)                      قديرًا من طبيخ أو شواء
          فالفناء بالكسر: المكان المتَّسع أمام الدَّار، كما مرَّ، واللَّبات: جمع لبة، وهي المنحر، والتضريج بضاد معجمة وجيم: التلطيخ، وأطايب الجزور عند العرب: السنام(10) والكبد، والشَّرب بفتح المعجمة وسكون الرَّاء: الجماعة يشربون الخمر، والقدير: المطبوخ في القدر. قاله الجوهري، وزاد في «القاموس» فقال: والقدير والقادر ما يُطبخ في القدر.
          (فَثَارَ) أي قام (إِلَيهِمَا) أي إلى الشَّارفين. (فَجَبَّ) أي قطع. (وَبَقَرَ) أي شقَّ. (قُلتُ) أي قال ابن جريج: قلت (لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟(11)) أي أخذ(12) منه؟ (قَال: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا) والجملة مُدرجة من قول ابن جريج، وجمع الشَّارفين والسنامين وما بينهما مع أنهما اثنان بناء في(13) الجميع(14) على القول / بأنَّ أقل الجمع اثنان، وفي البعض على جوازه سابقًا(15) كما في قوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم:4].
          (قَالَ عَلِيٌّ) أي ابن أبي طالب. (أَفْظَعَنِي) أي خوفني لتضرره بتأخُّر ابتنائه بفاطمة بسبب فوات ما يستعين به عليه. (وَقَال: هَل أَنْتُم إلا(16) عَبِيدٌ لِآبَائِي) أراد به التَّفاخر عليهم بأنه أقرب إلى عبد المطلب لأنَّ عبد الله(17) أبا النَّبي صلعم وأبا طالب عمَّه كانا كالعبدين لعبد المطِّلب في الخضوع لحرمته. (وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الخَمرِ) فلم يؤاخذ به حمزة.


[1] في (د): ((أي)).
[2] قوله: ((وفي أخرى: <طَالِعٌ> بلام بعد الألف)) ليس في (د).
[3] : قوله: ((أي)) ليس في (ك)
[4] في (ع): ((بالإدخر)).
[5] في (د): ((لرجل)).
[6] في (ع): ((أو)).
[7] في (ك): ((بقية)). وفي: (ع) غير موجودة.
[8] في (د): ((وهي)).
[9] في (ع): ((الشرب)).
[10] في (ع): ((السام)).
[11] في (ع): ((السام)).
[12] في (د): ((وأخذ)).
[13] في (ع) وتحتمل في (د): ((ينافي)) بدل ((بناء في)). وقد كرر الجملة في (د).
[14] في (ع) و(ك): ((الجمع)).
[15] في (ع) و(د): ((سائغًا)).
[16] في (ك): ((لا)).
[17] قوله: ((لأن عبد الله)) ليس في (د).