تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب من رأى أن الله ╡ لم يوجب السجود

          ░10▒ (بَابُ مَنْ رَأَى أَنَّ اللهَ ╡ لَم يُوجِبِ السُّجود) لما سيأتي، وأما الأمرُ في قوله: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم:62]، وقوله: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:19] فمحمولٌ على الندب، أو على أن(1) المراد به سجودَ الصَّلاة.
          (ولم يَجْلِسْ لَهَا) أي لقراءة السجدة؛ أي إن(2) لم يقصد سَمَاعَها. (أَرَأَيْتَ) الاستفهام للإنكار؛ أي أخبِرْنِي (لو قَعَدَ لَهَا) أكانت تجب على سامعها؛ أي فلا وجوب ولو كان مُستَمِعًا. (كأنَّهُ) مِن كلام البخاريِّ (لَا يُوْجِبُهُ) أي السجود. (عَلَيْهِ) أي على من قعد لها للاستماع، فعلى السامع أولى.
          (وَقَالَ سَلْمَانُ) أي الفارسي (مَا لِهَذَا) أي للسماع؛ أي(3) لأجله (غَدَوْنَا(4)) أي لم نقصده فلا نسجد (لَا يَسْجُدُ إِلَّا أَنْ يكُونَ طَاهِرًا) بتحتيَّةٍ فيهما ورفع الدَّال، وفي نسخة بفوقيَّة فيهما وسكون الدَّال. (فَإِنْ كُنْتَ رَاكِبًا) أي في سفر. (فَلَا عَلَيْكَ حَيْثُ كَانَ وَجْهُكَ) أي فلا بأس عليك أن تتوجَّه جهة وجهك وإن كانت لغير القبلة. (لَا يَسْجُدُ لِسُجُودِ القَاصِّ) بتشديد المهملة؛ أي الذي يقصُّ(5) القصص والمواعظ لكونه ليس قاصدًا(6) لتلاوة القرآن، والجمهور على خلافه.


[1] قوله: ((أن)) ليس في (ع).
[2] قوله: ((إن)) ليس في (ع) و(ط) و(ص)و (د).
[3] قوله: ((أي)) ليس في (ع).
[4] في (ط): ((غزونا)).
[5] في (ط) و (د): ((يقرأ)).
[6] في (ط): ((قاصد)).