تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً

          ░5▒ (بَابُ صَلَاةِ الطَّالِبِ) أي للعدوِّ. (والمَطْلُوبِ) أي منه. (رَاكِبًا وَإِيْمَاءً) أي مُوْمِئًا، وفي نسخة: <وقائمًا> وفي أخرى: <أو قائمًا>. والبخاريُّ أطلق حكم صلاة الطالب، وفيه خلاف وتفصيل، فقد قال ابن بطال: اتفقوا على صلاة المطلوب راكبًا، فاختلفوا(1) في الطالب؛ فمنعه الشافعي وأحمدُ، وقال مالك: يصلي راكبًا حيث توجَّه(2) إذا خاف فوتَ العدو إنْ(3) نزل. (وقَالَ الوَلِيدُ) أي ابنُ مسلم. (ذَكَرْتُ للأَوْزَاعِيِّ) أي عبدِ الرحمن بن عمر. (شُرَحْبِيلَ) بضم المعجمة وفتح الراء وإسكان المهملة وكسر الموحدة. (ابن السِّمْطِ) بكسر المهملة وسكونِ الميم، وضبطه ابن الأثير بفتحٍ فكسرٍ. (فَقَالَ) في نسخة: <قال>. (كَذلِكَ(4) الأَمرُ) أي الشأن، والكاف زائدة أو للتشبيه، فـ(الأمرُ) على الثاني / مبتدأ، وما قبله خبره، وعلى الأولِ بالعكس؛ أي أداءُ الصلاةِ من الراكبِ مومئًا هو الشأنُ. (إذا تُخُوِّفَ الفَوْتُ) أي فوتُ الوقتِ أو العدوِّ أو النَّفْسِ، وهو بالنصبِ إنْ بُني(5) (تَخَوَّف) للفاعل، وبالرفع إنْ(6) بُني للمفعول، وزاد في نسخة: <في الوقت>. (واحْتَجَّ الوليد) أي لمذهب الأوزاعي في صورة(7) الطالب. (بقولِ النَّبِيِّ(8)..) إلى آخره؛ أي لأنه صلعم لم يُعنِّف مَنْ صلاها راكبًا بالإيماء أو لأنه لم يعنِّف على تأخيرها عن وقتها، فصلاةُ الطالب في الوقتِ بالإيماء راكبًا أولى من تأخيرها عنه(9).
          والحاصلُ أنَّ وجهَ الاستدلال من الحديث صريح على الأولِ، وبمفهوم الأول(10) على الثاني(11).
          (بَابٌ) ساقط من نسخة.


[1] في (ع) و(ص) و(د): ((واختلفوا)).
[2] قوله: ((حيث توجه)) ليس في (ع).
[3] في (ح) و(ط) و(د): ((وإن)).
[4] في (ع): ((لذلك)).
[5] في (ط): ((متى)).
[6] في (د): ((أي)).
[7] في (ع): ((وصورة الطالب)).
[8] في (ع): ((يقول النبي)).
[9] في (د): ((عنها)).
[10] في (ع) و(ص): ((الأولى)).
[11] في (د): ((الأولى عن الثاني)).