تعليقة على صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}

          ░54▒ (بابُ قَوْلِ الله ╡ (1) : {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة:25]).
          (حنين): وادٍ بينه وبين مكَّة ثلاث ليال، وهو حنين بن فكينة بن مهائيل(2) ينسب إليه الموضع، وهي غزوة هوازن، كانت لستِّ ليال من شوَّال سنة ثمان من الهجرة، وكانت سيماء الملائكة فيها عمائم حمر قد أرخوها بين أكتافهم، وقيل: خرج إليها ╕ لليلتين بقيتا(3) من رمضان؛ أي: مهيئًا(4) ، قالوا: في اثني عشرَ ألفًا(5) ؛ عشرة آلاف من أهل(6) المدينة، وألفان من أهل مكَّة، فقال الصِّدِّيق: لا نغلب اليوم من قلَّة، فانتهى إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوَّال، فلمَّا انهزمت بنو سليم وأهل مكَّة؛ جعل رسول الله صلعم يقول: يا أنصار الله وأنصار رسول الله؛ أنا عبد الله ورسوله، فثاب إليه من انهزم، وثبت معه يومئذٍ العبَّاس، وعليٌّ، والفضل، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأبو بكر، وعمر، وأسامة في أناس من أهل بيته وأصحابه ثبت معه مئة رجل، ورماهم ╕ حَصَيات، فقذف الله في قلوبهم الرُّعب، فانهزموا لا يلوي أحد منهم على أحد، وسبي منهم ستَّة آلاف رأس، وكانت الإبل أربعةً وعشرين(7) ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألفًا شاةً، وأربعة آلاف أوقية فضَّة، ثمَّ ردَّ عليهم سبيهم لمَّا أتاه وفدهم بإسلامهم، ثمَّ انتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة، فأقام بها ثلاث عشرة ليلة، ثمَّ انصرف إلى المدينة، فلمَّا / ضربهم بكفٍّ من تراب؛ ما بقي منهم أحد إلَّا امتلأت عيناه ترابًا، وكان ╕ على بغلته البيضاء؛ وهي الدلدل التي أهداها له المقوقس.


[1] كذا في النسختين، وفي «اليونينيَّة»: (تعالى).
[2] في (أ): (مهابيل).
[3] في (ب): (بقيت).
[4] في النسختين: (نهيًا).
[5] في النسختين: (ألف).
[6] (أهل): ليس في (ب).
[7] في النسختين: (وعشرون).