تعليقة على صحيح البخاري

باب حديث بنى النضير

          ░14▒ (بَاب: حَدِيثُِ بَنِي النَّضِيرِ وَمَخْرَجُِ رَسُولِ اللهِ صلعم إِليْهِمْ(1) فِي دِيَةِ الرَّجُلَيْنِ، وَمَا أَرَادُوا مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللهِ صلعم).
          كانت على رأس ستَّة أشهر من وقعة بدر قبل أحد، فخرج إليهم يوم السَّبت في ربيع الأوَّل على رأس سبعة وثلاثين شهرًا من مهاجره، وسبب غدر اليهود برسول الله صلعم أنَّ عمرو بن أميَّة الضَّمريَّ لمَّا رجع من كشف أصحاب بئر معونة؛ رافقه رجلان من بني عامر، وكان مع العامريِّين عقد من رسول(2) الله صلعم وجوار لم يعلم به عمرو، وقد سألهما حين نزلا: ممَّن أنتما؟ فقالا(3) : من بني عامر، فأمَّنهما حتَّى إذا ما غدا عليهما؛ فقتلهما، وهو يرى أنَّه قد أصاب بهما ثؤرةً، فسمع النَّبيُّ صلعم فخرج حتَّى يديهما، وكان بنو النَّضير وبنو عامر حلفًا وعقدًا(4) ، فقالوا: نعم يا أبا القاسم؛ نعينك، وجعلوا يحادثونه(5) ورسول الله صلعم إلى جانب(6) حائط من بيوتهم قاعدًا، فقال منهم رجل: من يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرةً فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، قال: أنا لذلك، فصعِد؛ ليلقي عليه صخرة كما قال ورسول الله صلعم في نفرٍ من أصحابه؛ فيهم: أبو بكر وعمر وعليٌّ والزُّبير وطلحة وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة، فقال حُييُّ بن أخطب: قد جاءكم محمَّد في نفر(7) لا يبلغون عشرة، فاطرحوا عليه حجارة فاقتلوه، فأتى رسول الله صلعم الخبر من السَّماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعًا إلى المدينة، فلمَّا استلبث أصحاب رسول الله صلعم ؛ قاموا في طلبه، فلقوا رجلًا مُقبِلًا من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلًا(8) المدينة، فأسرع الصَّحابة حتى انتهوا إليه، فأخبرهم بما كانت اليهود(9) أرادت من الغدر به، ونزل في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ}؛ الآية [المائدة:11] ، فخرج إليهم رسول الله صلعم وحاصرهم خمسة عشر يومًا، وأخذهم على حكم سعد بن معاذ ☺.


[1] في (ب): (اللهم).
[2] في (ب): (العامريون عقدًا لرسول).
[3] في (ب): (قالا).
[4] في (أ): (حلف وعقد).
[5] في النسختين: (يحادثوه).
[6] في (أ): (جنب).
[7] في (أ): (نفير).
[8] في (ب): (داخل).
[9] في (أ): (يهود).