تعليقة على صحيح البخاري

باب تسمية من سمي من أهل بدر

          ░13▒ (بَاب: تسميةِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي الْجَامِعِ [الَّذِي وَضَعَهُ] محمَّد بنِ عبدِ اللهِ(1))؛ الحديث.
          استشهد مع رسول الله صلعم من المسلمين يوم بدر عبيدة(2) بن الحارث، وعمير بن أبي وقَّاص، وعمير بن الحمام، وسعد بن خيثمة، وذو الشِّمالين، وغيرهم؛ ستَّة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، ستَّة من الخزرج، واثنان من الأوس، وقتل من المشركين سبعون، وأسر سبعون، ومن مشاهير القتلى: عُتبة، وشيبة، والوليد، وأبو جهل، وأخوه العاص قتله عمر، ومن الأسارى الذين أسلموا: العبَّاس، وعقيل، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ويذكر أنَّ العبَّاس كان جسيمًا، أسره أبو اليَسَر سعد بن عمرو، وكان دميمًا، فقيل للعبَّاس: لو أخذته بكفِّك؛ لوسعته، فقال: ما هو إلَّا أن لقيته فظهر في عيني كالخندمة _وهو جبل بمكَّة_ ومنهم: خالد بن الأعلم، وهو القائل:
ولسنا(3) على الأعقاب تدمى(4) كلومنا                     ولكن على أقدامنا يقطر الدَّما
          وهو أوَّل من فرَّ يوم بدرٍ، فأُدرِك فأُسِر، وأوَّل أسير فدي منهم أبو وداعة بن صبيرة السَّهميُّ، وقال ╕: «من قتل قتيلًا؛ فله سلبه، ومن أتى بأسير؛ فله سلبه»، فلمَّا أوقع الله بالمشركين يوم بدر ما أوقع؛ قالوا: إنَّ ثأرنا بأرض الحبشة، فلنرسل إلى ملكها يدفع إلينا مَن عنده مِن أتباع محمَّد؛ لِنقتلهم بمَن قُتِل منَّا ببدر، وبعثوا عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة إلى / الحبشة، فلمَّا بلغ ╕ مخرجهما؛ بعث عمرو بن أميَّة من المدينة إلى النَّجاشيِّ بكتابٍ ذكره أبو عمر.


[1] كذا في النسختين، وفي «اليونينيَّة»: (أبو عبد الله).
[2] في (ب): (عبيد).
[3] في النسختين: (لسنا).
[4] في النسختين: (بدمى).