تعليقة على صحيح البخاري

باب: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}

          ░20▒ (بابٌ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ}؛ الآية [آل عمران:153]).
          ({تصعدون}): تذهبون.
          حديث (البراء بن عازب...)؛ الحديث: معنى يصعدون: الرقيُّ: مَن صعِد الجبل؛ إذا رقيه.
          قوله تعالى: ({فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}(1) [آل عمران:153]): قال مجاهد: الغمُّ الأوَّل: القتل والجراح، والثَّاني: أنَّه صاح صائح: قُتِل محمَّد، فأنساهم الغمُّ الآخرُ الأوَّلَ، وقيل: إنَّهم غمُّوا رسول الله صلعم بمخالفتهم إيَّاه، فأثابهم بذلك الغمِّ غمَّهم به، ومعنى {أثابهم}: أنزل بهم ما يقوم مقام الثَّواب.
          وقوله تعالى: ({لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ}(2) [آل عمران:153]): أنَّهم طلبوا الغنيمة.
          قوله تعالى: ({أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران:154]): و(أمنة وأمن): واحدٌ، ومعنى الآية: أعقبكم بما نالكم من الرعب أمنًا تنامون معه؛ لأنَّ الشَّديد الخوف لا يكاد ينام، ومع ذلك قدروا بعد النعاس على القتال.
          قوله تعالى: ({يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}): يعني: المؤمنين، {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}؛ يعني: المنافقين، {يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ}؛ أي: يظنُّون أنَّ أمر النَّبيِّ صلعم اضمحلَّ، {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران:154] ؛ أي: هم في طلبهم بمنزلة الجاهليَّة.


[1] في (أ): (فأنابهم).
[2] في النسختين: (كيلا).