تعليقة على صحيح البخاري

باب غزوة الحديبية

          ░35▒ (بَابُ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وقول الله ╡ (1) : {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:18]).
          وكانت الشَّجرة مثمرة، فعلم ما في قلوبهم من الإخلاص، فأنزل السَّكينة عليهم؛ أي: الصَّبر والوقار، {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح:18]).؛ أي: خيبر، قيل: إنَّها كانت في رمضان، وكانت العمرة في شوَّال، ولم يخرج معه بسلاح إلَّا السُّيوف في القرب، وساق سبعين بدنة، ومعه من المسلمين ألف(2) وستُّ مئة، ويقال: ألف وأربع مئة، وقيل: ألف وخمس مئة وخمسة(3) وعشرون(4) رجلًا، ومعه أمُّ سلمة.
          فيه: دلالة على أنَّ للإمام(5) أن يعقد الصلح على ما يراه صلاحًا للمسلمين؛ لأنَّه ╕ محا اسمه، وعاقدهم على ردِّ مَن جاء منهم إلينا ومنَّا إليهم، وهذا جائز إذا كان بالمسلمين ضعف، وكان خروجه ╕ في هذه الغزوة لزيارة البيت، وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان النَّاس سبعَ مئة رجلٍ، وكانت كلُّ بدنة عن عشرة نفر، وقال جابر: عن سبعة.


[1] في (ب): (تعالى).
[2] في (ب): (ألفًا).
[3] (مئة وخمسة): ليس في (ب).
[4] في (ب): (وعشرين).
[5] في (ب): (الإمام).