مصابيح الجامع الصحيح

حديث: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون

          604- قوله: (لَيْسَ يُنَادَى لَهَا) قال ابن مالك: هذا شاهد على جواز استعمال (ليس) حرفًا لا اسم لها ولا خبر، أشار إليه سيبويه، ويُحتمَل أن يكون اسمها ضمير الشَّأن والجملة بعدَها خبر.
          قوله: (أَوَلَا تَبْعَثُونَ) الهمزة للاستفهام، والواو للعطف على مقدَّر؛ أي: أتقولون بموافقتهم ولا تبعثون؟!
          قال القاضي: ظاهره أنَّه إعلام ليس على صفة الأذان الشَّرعيِّ، بل إخبار بحضور وقتها، جمعًا بينه وبين رؤيا عبد الله بن زيدٍ، فإنَّه بدء الأذان، فالواقع أوَّلًا الإعلام، ثمَّ لمَّا رآه عبد الله؛ شرعه ◙ إمَّا بوحي كما ذكره ابن إسحاق، ويجوز أن يكون باجتهاد منه لا لمجرَّد المنام، ويُحتمَل أن يكون عمر رضي الله [عنه] لمَّا رأى قبول الرُّؤيا وصحَّتها؛ قال: ألا تنادون بالصَّلاة، فأقرَّه الشَّارع وأمر به، ويُحتمَل أيضًا أنَّه لمَّا رأى في منامه الأذان؛ تعلَّم كيفيَّته من الملك، فقال: ألا تبعثون رجلًا ينادي بالصَّلاة؛ يَعْني: بالكيفيَّة الَّتي رآها الموافقة لرؤيا عبد الله بن زيد.
          إشارة: قوله: (بدء الأذان) أي: ابتدائه.