مصابيح الجامع الصحيح

باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء

          ░83▒ (باب: رفع اليدين في التَّكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء)
          فائدة: في حكمة الرَّفع قال الشَّافعيُّ: فعلته إعظامًا لجلال الله تعالى واتِّباعًا لسنَّة رسول الله صلعم ورجاء ثواب الله تعالى.
          وقال غيره: هو استكانة واستسلام وانقياد، وكان الأسير إذا غُلِبَ؛ يمدُّ يديه علامة لاستسلامه، وقيل: إنَّ كفَّار قريش كان يُظْهرون الصَّلاة مع الشَّارع ◙ و أصنامهم تحت آباطهم فأمر ◙ برفعها فرفعوها معه فتسقط أصنامهم.
          وقيل: كانوا يرفعون أيديهم عند طلب العفو في محاضرة أعدائهم لهم، فجعل الله تعالى ذلك في الصَّلاة واستسلامًا له انقيادًا.
          وقيل: لرفع أيديهم في الغارات بالصِّياح والتَّكبير، فجعل ذلك في الصَّلاة.
          وقيل: إشارة إلى استعظام ما دخل فيه.
          وقيل: إشارة إلى طرح أمور الدُّنيا والإقبال بكلِّيَّته على صلاته ومناجاة ربِّه، وأجمعت الأمَّة على استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، واختلفوا فيما سواهما؛ فقال الشَافعيُّ وأحمد: يُستحَبُّ رفعهما عند الرُّكوع وعند الرَّفع منه.
          وأبو حنيفة لا يستحبُّ في غير تكبير الإحرام، وهو أشهر الرِّوايات عن مالك، ورُوِيَ عن بعض الحنفيَّة بُطْلان الصَّلاة به.
          قوله في التَّرجمة: (مَعَ الافْتِتَاحِ سَوَاءً) أي: افتتاح التَّكبير أو افتتاح الصَّلاة، وهما متلازمان.