مصابيح الجامع الصحيح

باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره

          ░28▒ (باب: الغضب في الموعظة)
          إن قيل: لمَ قصَرَ المصنِّفُ الغضبَ على المَوْعظة والتَّعليم دون الحُكْم؟ وما الفَرْق؟
          الجواب: إنَّ الحاكم مأمورٌ أن لا يقتصَّ وَهُوَ غضبان، والفرق أنَّ الواعظ مِنْ شأنه أن يكون في صورة الغَضْبان؛ لأنَّ مقامه يقتضي تكلُّف الانزعاج؛ لأنَّه في صُوْرة المنذر، وكذا المعلِّم، إذا أنكر على من يتعلَّم منه سوء فَهْم ونحوه؛ لأنَّه قد يكون أدعى للقبول منه، وليس ذلك لازمًا في حقِّ كلِّ أحدٍ، بَلْ يختلف باختلاف أحوال المسلمين، وأمَّا الحاكم؛ فهو بخلاف ذلك.
          إن قلتَ: قد قصر ◙ في حال غضبه حيث قال: أبوك فلان.
          قلنا: الجواب أن يقال أوَّلًا: ليس هذا من باب الحكم، وعلى تقديره فيقال: هذا من خصوصيَّاته لمحلِّ العصمة، واستوى غضبه(1) ورضاه ومجرد غضبه ◙ دالٌّ على تحريمه أو كراهته بخلاف غيره صلعم. /


[1] في الأصل: (غضباه).