مصابيح الجامع الصحيح

باب فضل العلم

          ░1▒ إشارة: ابتدأ البخاريُّ بآيات الكتاب العزيز للتَّبرُّك، قال ابن مسعود ╩: (مدح اللهُ سبحانه العلماءَ في هذه الآية) أي: {يَرْفَعُ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأُوْتُوا العِلْمَ} [المجادلة:11] على الَّذين آمنوا ولم يؤتوه درجاتٍ في دنياهم؛ أي: وفي الآخرة، إذا فعلوا ما أُمِرُوا به، وقيل: يرفعهم في الثَّواب والكرامة، أو في الفضل في الدُّنيا والمنزلة.
          وقيل: إنَّ المراد بقوله تعالى: علماء القرآن.
          فائدة: قدَّم هذا الكتاب على ما بعدَهُ؛ لأنَّ مدار تلك الكتب كلِّها على العلم، وقدَّم الإيمان؛ لأنَّه أوَّل واجبٍ على المكلَّف، أو لأنَّه أفضل الأمور على الإطلاق وأشرفها، وكيف لا وهو مبدأ كلِّ خيرٍ علمًا وعملًا، ومنشأ كلِّ كمالٍ، دقًا وجلًا، وقدَّم كتاب الوحي لتوقُّف معرفة الإيمان وجميع ما يتعلَّق بالدِّين عليه، أو لأنَّه أوَّل خير نزل من السَّماء إلى هذه الأمَّة.
          إشارة: قوله: (دَرَجَاتٍ) منصوب مفعول (يرفع).
          ورفع الدَّرجات عبارةٌ عن الفضل، إذ المراد منه كثرة الثَّواب، وكذا طلب زيادة العلم يدلُّ على فضله، إذ لولا فضله؛ لما أمر الله تعالى بطلبه.