الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة

          2670- مسلمٌ: عن ابنِ عُمرَ: أنَّ عُمرَ بنَ الخَطَّابِ(1) رَأى حُلَّةً سيراءَ عِندَ بابِ المَسجِدِ، فقالَ: يا رسولَ الله؛ لو اشتَريتَ هذه فَلَبستَها يومَ الجُمُعةِ، وللوَفدِ إِذا قَدِمُوا عَليك، فقالَ رسولُ الله صلعم: «إنَّما يَلبسُ هذِه من لَا خَلاقَ لَه في الآخِرةِ»، ثمَّ جاءتْ رسُولَ الله صلعم منها حُلَلٌ، فأَعطَى عُمرَ مِنها حُلَّةً، فقال عُمرُ: / يا رسولَ الله؛ كسوتَنِيها، وقد قُلتَ في حُلَّةِ عُطاردٍ ما قُلتَ؟ فقالَ رسولُ الله صلعم: «لم أكسُكَها(2) لِتَلبَسَها» فكَساهَا عُمرُ أخًا له مُشرِكًا بِمكَّةَ. [خ¦886]
          وفي لفظٍ آخر: رَأى عُمرُ عُطارِدَ(3) التَّميميَّ يُقيمُ بالسُّوقِ حُلَّةً سِيراءَ، وكان رُجَلًا يغشَى المُلوكَ ويُصيبُ مِنهم، فقال عُمرُ: يا رسولَ الله؛ إنِّي رَأيتُ عُطَاردًا يُقيمُ في السُّوقِ حُلَّةً سِيرَاءَ، فلو اشتَريتَها؛ فَلبِستَها لِوفُودِ(4) العَربِ إِذا قَدِمُوا عَليكَ_وأظنُّه قال: ولبِستَها يومَ الجُمُعةِ_ فقال رسولُ الله صلعم: «إنَّما يَلبَسُ الحَريرَ في الدُّنيا من لا خَلاقَ لَه في الآخِرَةِ» فلمَّا كان بعدَ ذلك؛ أُتِي رسولُ الله صلعم بِحُللٍ سِيَرَاءَ، فبعثَ إلى عُمرَ بِحلَّةٍ، وبَعثَ إلى أُسامةَ بنِ زَيدٍ بِحلَّةٍ، وأَعطَى عليَّ بنَ أبي طالبٍ حُلَّةً وقال: «شقِّقْها خُمُرًا بينَ نِسائِك» قال: فجاءَ عُمرُ بِحلَّتِه يَحمِلُها، فقالَ: يا رسولَ الله؛ بَعثتَ(5) بِهذَا(6) إليَّ وقد قلتَ بِالأَمسِ في حُلَّةِ عُطَاردٍ ما قلت؟! فقال: «إنِّي لم أَبعَثْ بها إليك لِتلْبِسها، ولكنِّي بَعثتُ بها إليك لِتُصيبَ بِها»، وأمَّا أسامةُ؛ فراحَ في حُلَّتِه فنظرَ إِليه رسولُ الله صلَّىاللهُ عليه وسلَّم نظرًا عرفَ أنَّ رسولَ الله صلعم قد أنكرَ مَا صنعَ، فقال: يا رسولَ الله؛ ما تَنظُرُ إليَّ، فأنتَ بَعثتَ بِها إليَّ؛ فقال: «إنِّي لم أبعثْ بِها إِليكَ لِتلبَسَها، ولكنِّي بَعثتُ بها [إِليكَ](7) لِتُشَقِّقَها خُمُرًا بينَ نِسائِكَ».
          وفي آخرَ قال: وجدَ عُمرُ حُلَّةً من إستبرقَ تُباعُ بالسُّوقِ فأخذَها فأَتى بِها رسولَ الله صلعم، فقالَ: يا رسولَ الله؛ ابتَعْ هذه فتَجَمَّلْ بِها لِلعيدِ والوفْدِ، فقال رسولُ الله صلعم: «إنَّما(8) هذه لِباسُ من لا خَلاقَ له» قال: فلَبِثَ عُمرُ مَا شاءَ الله ثمَّ أرسلَ إليهِ رسولُ الله صلعم بِجُبَّةِ دِيباجٍ، فأقبلَ بها [عُمرُ](9) حتَّى أتَى بِها رسولَ الله صلعم، فقال: يا رسولَ الله؛ أقُلتَ: «إنَّما هذهِ لِباسُ مَن لا خَلاقَ لَه» أو (10) «إنَّما يَلبَسُ هذه من لا خَلاقَ له» ثمَّ أرسَلتَ إليَّ بهذِه؟ فقال له رسولُ الله صلعم: «تَبيعُها وتُصيبُ بِها حاجَتَكَ». [خ¦3054]
          وفي لفظٍ آخرَ: أنَّ عُمرَ رَأى على رَجُلٍ منَ آلِ عُطارِدٍ قَبَاءً من دِيباجٍ أو حَريرٍ، فقالَ لرسولِ الله صلعم: «لو اشتَريتَه»، فقال: «إنَّما يَلْبَسُ هذا من لا خَلاقَ له» فأُهديَ لِرسولِ (11) الله صلعم حُلَّةٌ سِيَراءُ، فأرسلَ بها / إليَّ، قال: قلت: [قد] (12) أرسلتَ بِها إليَّ، وقد سَمعتُك قلتَ فيها ما قلتَ؟! فقالَ: «إنَّما بَعثتُ بِها إِليكَ؛ لتستمتِعَ بِها».
          وفي لفظٍ آخر: «لِتَنتَفِعَ بِها [ولم أبعثْ بِها إِليكَ لِتلْبَسها».
          وفي آخر: «إنَّما بَعثتُ بها إِليكَ لِتُصيبَ بِها]
(13) مَالًا أو تَكسُوهَا».
          وفي بعضِ طُرُقِ البُخاريِّ عن ابنِ عُمرَ قال: أرسَلَ رسولُ الله صلعم إلى عُمرَ بِحُلَّةِ حَريرٍ أو سِيَرَاءَ، فرَآها عليه، قال: «إنِّي لم أرسلَ بها إليك لِتلْبَسها، إنَّما يلبَسُها من لا خَلاقَ له، إنَّما بَعثتُ بها [إِليكَ] (14) ؛ لِتستَمتِعَ بها»؛ يعني: تبيعها.
          خرَّج هذا في كتابِ البُيوع. [خ¦2104]
          وفي طريقٍ أخرى: «لِتَبيعَها أو لِتكْسُوها» وقال: حُلَّة سِيراء [خ¦5841]، كما قال مسلم. ولم يذكرِ الَقَبَاءَ ولا آلَ عُطاردٍ.
          وفي روايةٍ عن ابنِ عُمرَ قال: حدَّثَني أبو حَفصٍ_يعني: عُمرَ بنَ الخَطَّابِ (15)_: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إنَّما يَلبَسُ الحَريرَ في الدُّنيا من لا خَلاقَ له في الآخِرةِ». [خ¦5835]


[1] زيد في (ص): (☺).
[2] في (ص): (أكسها).
[3] في (أ) و(ت): (عطاردًا).
[4] في (أ) و(ت): (لوفد).
[5] في (أ): (بعث).
[6] في (أ): (بهذه).
[7] سقط من (ق).
[8] في (ص): (إن).
[9] سقط من (ص).
[10] في (أ) و(ك): (و) وفي حاشية (أ) نسخة: (أو قلت: إنما).
[11] في (أ) و(ت): (إلى رسول).
[12] سقط من (ت).
[13] سقط من (ق).
[14] سقط من (ق).
[15] زيد في (ق): (☺).