الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة

          2652- وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: جاءَ رَجلٌ إلى النَّبيِّ صلعم، فقالَ: إنِّي مُجهودٌ، فأرَسلَ إلى بِعضِ نِسائِه، فقالت: والَّذي بَعثكَ بِالحقِّ؛ ما عِندِي إلَّا ماءٌ، [ثم أرسل(1) إلى أخرى](2) ، فقالت مثل ذلك، حتَّى قُلنَ كُلُّهُنَّ مِثلَ ذَلِك: لا، والَّذي بَعثكَ بِالحقِّ؛ ما عَندِي إلَّا ماءٌ، فقال: «مَن يُضيفُهُ هذه اللَّيلةَ؟ رَحِمه اللهُ» فقامَ رَجلٌ منَ الأنصارِ، فقال: أنا يا رسولَ الله، فانطلقَ بِه إلى رَحْلِه، فقالَ / لامرَأتِه: هل عِندَك شَيءٌ؟ قالتْ: لا، إلَّا قوتُ صِبياننا(3) ، قالَ: فَعَلِّليهم بشيءٍ، [قال](4) : فإذا دَخلَ ضَيفُنا؛ فأَطفِئي السِّراجَ، [وأريهِ أنّا نَأكُلَ، فَإِذا أهوَى لِيأكُلَ فَقُومي إلى السِّراجِ](5) حتَّى تُطفِئيهِ(6) ، قال: فقعدُوا فأَكلَ الضَّيفُ، فلمَّا أصبحَ غَدَا على رسول الله(7) صلعم، فقال: «قد عَجِبَ اللُه من صَنيعِكُما بِضيفِكُما اللَّيلةَ».
          وقال البخاريُّ: فقال لامرأتِه: أكرِمِي ضَيفَ رسولِ الله صلعم. [خ¦3798]
          وفي أخرى: فقالَ: ضَيفُ رسولِ الله صلعم لا تَدَّخِريه شَيئًا. [خ¦4889]
          وفي بعضِ ألفاظِ البخاري: إذا أرادَ الضَّيفُ العَشاءَ فنوِّمِيهم.
          - مسلم: عن أبي هُرَيْرَةَ أيضًا: أن رجلًا منَ الأنصارِ باتَ به ضَيفٌ، فلم يكُن عِندَه إلَّا قُوتُه، وقوتُ صِبيانِهِ، فقالَ لامرَأتِه: نوِّمي الصِّبية، وأطفِئي السِّراجَ، وقرِّبي للضيفِ(8) ما عندَك، قال: فنزلتْ هذه الآية: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9] .


[1] (أرسل): سقط من (ص) و(ق).
[2] سقط من (ت).
[3] في (أ) و(ت): (صبياني).
[4] سقط من (أ) و(ت).
[5] ما بين معقوفين تكرر في (ق).
[6] في (ص): (فاطفئيه).
[7] في (أ) و(ك): (النبي).
[8] في (ص): (إلى الضيف).