الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: هلمه فإن الله سيجعل فيه البركة

          2637- [مسلم](1) : عن أنسِ بنِ مَالكٍ ☺ قال: قال أبو طَلحَةَ لأُمِّ سُليمٍ: قد سَمعتُ صوتَ رسولِ الله(2) صلعم ضَعيفًا أعرفُ فيه الجُوعَ، فَهلْ عِندَك من شَيءٍ؟ فقالت: نعم، فأَخرَجَتْ أقرَاصًا من شَعيرٍ، ثمَّ أخذتْ خِمارًا لها، فلفَّتِ / الخُبزَ بِبَعضِه، ثمَّ دسَّتهُ تحتَ ثَوبِي، وردَّتِني ببِعضِهِ، ثمَّ أرسَلتني إلى رسولِ الله صلعم، قال: فذهبتُ [به](3) فَوجدتُ رسولَ الله صلعم جَالِسًا في المسجدِ ومعهُ النَّاسُ، فقُمتُ عليهم، فقالَ رسولُ الله صلعم: «أرسلَك أبو طَلحةَ؟» فقلت: نعم، فقال: «ألِطَعامٍ(4) ؟» فقلتُ: نعم، فقال رسولُ الله صلعم [لمَنْ مَعَه](5) : «قُومُوا»، قال: وانطلقَ، وانطلقتُ بينَ أيديهم، حتَّى جِئتُ أبا طَلحةَ فَأخبرتُه، فقال أبو طَلحةَ: يا أُمَّ(6) سُليمٍ؛ قد جاءَ رسولُ الله صلعم بالنَّاسِ، وليس عِندَنا ما نُطعِمُهم، فقالت: الله ورسولُه أعلمُ، قال: فانطلقَ أبو طَلحةَ حتَّى لَقِيَ رسولَ الله صلعم، فأقبلَ رسولُ الله صلعم [معه حتَّى دَخَلا(7) ، فقال رسولُ الله صلعم](8) : «هلُمِّي يا أُمَّ(9) سُليمٍ ما عِندَكِ (10) » فأتتْ بِذلِك الخُبزِ، فَأمرَ بِه [رسولُ الله صلعم] (11) فَفُتَّ (12) ، وعَصَرت عليهِ أُمُّ سُليمٍ عُكَّةً لها فَأدَمَتهُ، ثمَّ قال فيه رسولُ الله صلعم ما شاءَ الله أن يقولَ، ثمَّ قال: «ائذَنْ لِعشَرَةٍ» فأَذِنَ لهم، فَأكلُوا حتَّى شَبِعُوا، ثمَّ خَرَجُوا، ثمَّ قال: «ائِذنْ لِعشَرةٍ»، فأَذِنَ لهم (13) حتَّى أكلَ القومُ كُلُّهم وشَبِعُوا (14) ، والقومُ سَبعونَ رَجُلًا أو ثَمانونَ.
          وقال البخاريُّ في بعضِ طُرُقِه: والقومُ ثَمانونَ، وقال: «أبِطعامٍ؟» بالباء. [خ¦3578]
          - مسلم (15) : عن أنسٍ أيضًا قال: بَعثَنِي أبو طَلحةَ إلى رسولِ الله صلعم لِأدعُوه، وقد جَعلَ طَعامًا، قال: فَأقبلتُ ورسولُ الله صلعم مع النَّاسِ، فنظرَ إليَّ فَاستَحييتُ، فقلت: أجِبْ أبا طَلحةَ، فقال للنَّاسِ: «قُومُوا»، فقالَ أبو طَلحةَ: يَا رسولَ الله؛ إنَّما صَنعتُ لَك شَيئًا، [قال] (16) : فمسَّها رسولُ الله صلعم ودَعَا فِيها بِالبَركةِ، ثمَّ قال: «أَدخِلْ نَفرًا من أصحَابي عَشَرةً»، وقال: «كُلُوا» وأخرجَ لَهم شَيئًا من بينِ أصابِعَه فَأكلُوا حتَّى شَبِعوا، فخرَجُوا، فقال: «أدخِلْ عشرةً»، فأكلُوا حتَّى خرجُوا، فما زالَ يُدخِلُ عشرةً ويُخرِجُ عَشرةً حتَّى لم يبقَ منهم (17) أحدٌ إلَّا دَخلَ فَأكلَ حتَّى شَبِعَ، ثمَّ هيَّأهَا فإِذا هي مِثلُها حينَ أكلُوا منها.
          وفي لفظٍ آخر: ثمَّ أخذَ ما بَقي فَجَمَعهُ، ثمَّ دعَا فيه بالبَركةِ قال: فعادَ كما كان، فقال: «دونَكُم هذا».
          وعن أنسٍ أيضًا قال (18) : أمرَ أبو طَلحَةَ أمَّ سُليمٍ أنْ تَصنعَ للنَّبيِّ صلعم طَعامًا لِنفسِه خَاصَّةً، ثمَّ أرسَلَني إِليه؛ وساقَ الحَديثَ، وقال فيهِ: فَوضَعَ النَّبيُّ صلعم يَده وسمَّى عَليه، ثمَّ قال: «ائِذنْ لِعشرةٍ»، فأذِنَ لهم فدَخلُوا، فقالَ: «كُلُوا وسَمُّوا الله»، فَأكلُوا حتَّى فعلَ ذلك بِثمانينَ رَجُلًا، / ثمَّ أكلَ النَّبيُّ صلعم بعدَ ذلك وأهلُ البيتِ، وتَركُوا سُؤرًا.
          وفي لفظٍ آخرَ: فقامَ أبو طَلحةَ على البابِ حتَّى أتَى رسولَ الله صلعم، فقالَ له: يا رسولَ الله؛ إنَّما كان شَيءٌ يَسيرٌ، قال «هَلُمَّه، فإنَّ الله سَيجعلُ فيه البَرَكةَ».
          وفي آخرَ: ثمَّ أكلَ رسولُ الله صلعم، وأكلَ أهلُ البَيتِ، وأفضَلوا ما بقي كذا عند مسلم_ وفي هامش (أ) نسخة كالمثبت. '>(19) جِيرانَهم.
          وعن أنسٍ أيضًا قال: رَأى أبو طَلحةَ رسولَ الله صلعم مُضطجِعًا في المَسجِدِ يَتقلَّبُ ظَهرًا لِبَطنٍ، فأَتى أمَّ سُليمٍ، فقالَ: إنَّي رَأيتُ رسولَ الله صلعم مَضطجِعًا في الَمسجِدِ يَتقلَّبُ (20) ظَهرًا لِبطنٍ، وأظنُّهُ جَائِعًا؛ وساقَ الحَديثَ.
          وفيه: ثمَّ أكلَ رسولُ الله صلعم وأبو طَلحَةَ وأُمُّ سُليمٍ وأنَسٌ وفَضَل (21) فَضلَةٌ؛ الحديثَ.
          وعن أسامَةَ بنِ زَيدٍ، عن يَعقُوبَ بنِ عبدِ الله، عن أنَسٍ قال: جِئتُ رَسولَ الله صلعم يومًا فَوجدتُهُ جَالِسًا مع أصْحابِهِ يُحدِّثُهم، وقد عصَّبَ بَطنَهُ بِعِصابةٍ،_قال أُسامةُ وأنا أشُكُّ_ على حَجَرٍ، فقلتُ لِبعضِ أَصحابِهِ: لِمَ عصَّبَ رسولُ الله صلعم بطنَهُ؟ فقالوا: منَ الجُوعِ، فذهبتُ إلى أَبي طَلحةَ وهو زَوجُ أُمِّ سُليمٍ بنتُ مِلحانَ، فقلتُ: يا أَبتاهُ؛ قد رأيتُ رسولَ الله صلعم عصَّبَ بَطنَه بِعِصابَةٍ، فسألتُ بعضَ أصحابِه، فقالُوا: منَ الجُوعِ، فدخلَ أبو طَلحةَ على أُمِّي، فقالَ: هل من شَيءٍ؟ فقالتْ: نَعم؛ عِندي كِسَرٌ من خُبزٍ وتَمَراتٌ، فإنْ جاءَنا رسولُ الله صلعم وحدَه أشبَعناهُ، وإن جاءَ أحدٌ معه قلَّ عَنهم، ثمَّ ذكرَ سَائِرَ الحديثِ بقصَّتِهِ.
          أخرجَ البخاريُّ من أحاديثَ أنسِ بنِ مَالكٍ هذه في بَركةِ الطَّعامِ الحديث الأوَّل.
          وخرَّجَ عن أنسٍ أيضًا: أنَّ أُمَّ سُليمٍ [أمَّهُ] (22) عَمَدتْ إلى مُدٍّ من شَعيرٍ جَشَّتْهُ وجَعَلت مِنه خَطِيفةً، وعَصرَت عُكَّةً عِندها، ثمَّ بَعثَتني إلى رسولِ الله صلعم، فأَتيتُه وهو في أَصحابِه فدَعَوتُه، قال: «ومن مَعي؟» فجئتُ، فقلتُ: [إنَّه] (23) يقولُ: «ومن مَعي؟» فخرجَ إليه أبو طَلحةَ، فقال (24): يا رسولَ الله (25) ؛ إنَّما هو شَيءٌ صَنعتُه أمُّ سُليمٍ، فدخلَ فَجيءَ به، وقال: «أدخِل عَليَّ عَشرةً»، حتَّى عدَّ أربعينَ، ثمَّ أكلَ النَّبيُّ صلعم، ثمَّ قامَ، فجعلتُ أنظرُ هل نقصَ منها شيءٌ؟. [خ¦5450]


[1] في (ص): (و)، وهو بياض في (ق) و(ك).
[2] في (ص): (النَّبيِّ).
[3] سقط من (أ) و(ت).
[4] في (ص): (الطَّعام).
[5] سقط من (ص).
[6] في (ص): (أمُّ).
[7] في (ص): (دخل).
[8] سقط من (ق).
[9] في (ص): (أمُّ).
[10] في (أ) و(ت): (ما عندك يا أم سليم).
[11] سقط من (أ)، وفي (ص): (فأمر رسول الله صلعم به).
[12] في (أ): (فقمت).
[13] زيد في (أ) و(ت): (فَأَكلُوا حتَّى شَبِعُوا، ثمَّ خَرجُوا، ثمَّ قال: «ائِذن لِعشرةٍ»). وكذا في المطبوع.
[14] في (ص): (وأشبعوا).
[15] في (ص): (و)، وهو بياض في (ق) و(ك).
[16] زيادة من (أ) و(ت).
[17] في (ق): (منه).
[18] تكرر في (ص) و(ك): (قال).
[19] في (أ): (بلغوا)، وفي (ت): (أبلغوا)،_كذا عند مسلم_ وفي هامش (أ) نسخة كالمثبت.
[20] في (ك): (ينقلب).
[21] في (أ) و(ت): (وفضلت).
[22] سقط من (ص) و(ق).
[23] سقط من (ت).
[24] في غير (ص) و(ق): (قال).
[25] زيد في (ق): (صلعم).