الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: حتى جاء الباب الذي فيه حمزة فاستأذن

          2558- مسلم: عن ابنِ جُرَيجٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عَليِّ بنِ حُسَينِ بنِ عَليٍّ، عن أَبيه، عن عليِّ بنِ أَبي طَالِبٍ ☺، قال: أَصَبتُ شَارِفًا مع رَسُولِ الله صلعم في مَغنَمٍ يومَ بَدْرٍ، وأعْطَانِي رسولُ الله صلعم شَارِفًا أُخرَى، فأنَخْتُهما(1) يومًا عندَ بابِ رَجُلٍ منَ الأنصارِ، وأنا أُريدُ أن أَحمِلَ عَليهما(2) إذخِرًا لِأَبيعَهُ، ومَعي صَائِغٌ من بَني قينُقَاعَ، فَأستعينُ به على وَليمةِ فَاطِمةَ، وحمزَةُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ يَشربُ في ذلك البيتِ مَعه قَينَةٌ تُغنِّيِه، فقالت: ألا يا حَمزُ(3) للشُّرُفِ النِّواءِ، فثَار إليهِما حَمزةُ بالسَّيفِ فَجَبَّ أسنِمَتَهُما وبقرَ خواصِرَهُما، ثمَّ أخذَ من أكبادِهما.
          قال ابنُ جُريْجٍ: قلتُ لابنِ شِهابٍ: ومِنَ السَّنامِ؟ قال: قد جبَّ أسِنمَتَهما، فذهَبَ بِها، قال ابنُ شِهابٍ: قال عليُّ [بن أبي طالبٍ](4) : فنظرتُ إلى مَنظَرٍ أفظَعَنِي، فأَتيتُ رسولَ الله صلعم وعندَه / زَيدُ بنُ حَارِثةَ فَأخبَرتُهُ الخَبَرَ، فخرجَ ومَعه زَيدٌ، فانْطلقتُ(5) مَعه، فدخلَ على حَمزَةَ فَتَغيَّظَ عليهِ فرفَعَ حَمزةُ بَصَرَه، فقالَ: هل أنتُم إلَّا عَبيدٌ لِآبَائِي؟ فَرَجَعَ رسولُ الله صلعم يُقَهْقِرُ، حتَّى خرَجَ عَنهم. [خ¦2375]
          وفي لفظٍ آخرَ: كانت لي شَارِفٌ من نَصيبي منَ المَغنَمِ يومَ بَدرٍ، وكان رسولُ الله صلعم أَعطَانِي شَارِفًا منَ الخُمُسِ يومَئذٍ، فلمَّا أردتُ أن أبْتَنِيَ(6) بِفَاطِمةَ بنتِ رسولِ الله صلعم؛ وَاعدتُ رَجُلًا صَوَّاغًا من بَني قَينُقاعَ يَرتَحِلُ مَعي، فنَأتِي بِإذْخِرٍ أردتُ أن أبَيعَهُ منَ الصَّواغِينَ فأَستَعينُ به على وَليمةِ عُرسِي، فَبينَا(7) أنَا أَجمعُ لِشَارِفيَّ مَتاعًا منَ الأقْتَابِ والغَرائِرِ والحبالِ، وشَارِفَاي مُناخَانِ إلى جَنبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ منَ الأنصارِ، وجَمَعتُ حتَّى جَمعتُ ما جَمعتُ، فإِذا شَارِفَاي قدِ اجْتُبَّتْ أَسنِمَتُهما، وبُقرَت خَواصِرُهُمُا، وأُخِذَ من أَكبادِهِما، فلم أَملِكْ عَينيَّ حينَ رأيتُ ذلك المَنظَر مِنهُما، فقلتُ(8) : من فعلَ هذا؟ قالوا: فَعَله حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلبِ، وهو في هذا البَيتِ في شَرْبٍ منَ الأنصارِ، غَنَّتُه قِينةٌ وأصحابُهُ، فقالت في غِنائِها: ألا يا حَمزُ للشُّرُفِ النِّواءِ، فقامَ حَمزَةُ بالسَّيفِ فاجتَبَّ أسنِمتَهُما، وبقَرَ خواصِرَهُما، وأخذَ(9) من أكبادِهِما (10) ، قال عليٌّ: فانطلقتُ حتَّى أَدخُلَ على رَسولِ الله صلعم وعِندَه زَيدُ بنُ حَارِثةَ، قال: فَعَرفَ رسولُ الله صلعم (11) في وَجهِي الَّذي لَقيتُ، فقال رسولُ الله صلعم: «مَا لَك؟» قلتُ: يا رسولَ الله؛ ما رَأيتُ كَاليومِ قَطُّ، عَدَا (12) حَمزَةُ على نَاقَتيَّ، فاجتَبَّ أسنِمتَهُما، وبَقَرَ خُواصِرَهُما، وهَا هو ذَا في بيتٍ مَعه شَرْبٌ (13) ، فدَعَا رسولُ الله صلعم بِردَائِه فارتَدَاه، ثمَّ انطلقَ يَمشِي واتَّبَعتُهُ أنا وزيدُ بنُ حَارِثةَ، حتَّى جاءَ البابَ الَّذي فِيه حَمزَةُ، فَاستَأذَنَ، فَأذِنُوا لَه، فإِذا هُم (14) شَرْبٌ، فطَفِقَ رَسولُ الله صلعم يَلومُ حَمزَةَ فِيما فَعَلَ، وإِذا حَمزَةُ مُحمَرَّةٌ عَينَاه، فنَظَرَ حَمزَةُ إلى رسولِ الله صلعم، ثمَّ صَعَّدَ النَّظرَ إلى رُكبَتِيه، ثمَّ صَعَّدَ النَّظرَ فَنَظَرَ إلى سُرَّتِه، ثمَّ صَعَّدَ النَّظرَ فَنَظَرَ إلى وَجْهِهِ، فقالَ حَمزةُ: وهل أنتُم إلَّا عَبيدٌ لِأَبي؟ [قال] (15) : فعرَفَ رسولُ الله صلعم أنَّه ثَمِلٌ، فَنَكصَ رسُولُ الله صلعم على عَقبَيهِ القَهْقَرى، وخرجَ وخرَجنَا مَعه. [خ¦4003]
          زادَ البُخاريُّ: وذلك قبلَ تَحرِيمِ الخَمرِ. [خ¦2375]


[1] في (ص) و(ق) و(ك): (فأنختها).
[2] في (ص) و(ق): (عليها).
[3] في (ص): (حمزَ).
[4] سقط من (ت) و(ح).
[5] في (ت): (وانطلقت).
[6] في (ص): (أتبنى).
[7] في (أ) و(ت): (فبينما).
[8] في غير (ص) و(ق): (قلت).
[9] في غير (ص) و(ق): (فأخذ).
[10] في (ص): (أكبادها).
[11] زيد في (ك): (الذي).
[12] في (أ) و(ك): (غدا).
[13] زيد في (أ) و(ت): (قال).
[14] في (ص): (هو).
[15] زيادة من (ص) و(ق).