الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثلاثة

          2655- مسلم: عن عبدِ الرَّحمنِ أيضًا: أنَّ أصحَابَ الصُّفَّةِ كانُوا نَاسًا فُقراءَ، وأنَّ رسولَ الله صلعم قال مرَّةً: «من كان عِندَه طعامُ اثنينِ فليَذهبْ بثلاثَةٍ، ومن كان عِندَه طَعامُ أربعةٍ فليَذهبْ بخامِسٍ، بِسادِسٍ» أو كما قال، وإنَّ أبا بَكرٍ جَاءَ بِثلاثَةٍ، وانطلقَ نَبيُّ الله صلعم بِعشرةٍ، وأبو بَكرٍ(1) بِثلاثةٍ، قال: فَهو أنا(2) وأبي وأمي_ولا(3) أدرِي هل قال: وامرأتِي وخَادمٌ بينَ بَيتنا وبيتِ أبي بَكرٍ_ قال: وإنَّ أبا بَكرٍ تعشَّى عندَ النَّبيِّ صلعم، ثمَّ لَبِثَ حتَّى صُلِّيتِ العِشاءَ، ثمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حتَّى نَعَسَ رسولُ الله صلعم، فجاءَ بعدَما مضَى / منَ اللَّيلِ ما شاءَ الله، قالت(4) امرأتُه: فما حبَسَكَ عن أضيَافِكَ أو قالت: ضَيفِك، قال: أوما عَشَّيتِهم؟ قال: أبَوا حتَّى تَجيءَ، قد عَرَضُوا عَليهم فغلبُوهُم، قال: فذَهبتُ أنا فاختَبأتُ، فقال: يا(5) غُنثَرُ، فجَدَّعَ وَسَبَّ، وقال: كُلوا، لا هَنيئًا، وقال: والله؛ لا أطْعَمُه أبدًا، قال: وايمُ الله؛ ما كُنَّا نَأخُذُ من لُقمةٍ إلَّا رَبا من أسفَلِها أكثرَ منها، قال: شَبِعنَا وصارَت أكثَرَ ممَّا كانت قبلَ ذَلك، فنظَرَ إِليها أبو بَكرٍ؛ فإِذا هي كما هي أو أكثرَ؛ قال لامرأتِه: يا أُختَ بَني فراسٍ؛ ما هذا؟ قالت: ولا(6) وَقرَّةِ عَينِي؛ لَهي الآنَ أكثَرُ منها قبلَ ذلك بثلاثِ مِرَارٍ، قال: فأكَلَ منها أبو بَكرٍ، وقال: إنَّما كان ذَلك منَ الشَّيطانِ_يَعني يمينَه_ ثمَّ أكلَ مِنها لُقمَةً، ثمَّ حمَلها إلى النَّبيِّ صلعم فأَصبَحتْ عِندَه، قال: وكان بينَنَا وبينَ قَومٍ عَقدٌ فمَضى الأَجَلُ، فعرَّفْنَا اثني(7) عَشرَ رَجُلًا مع كُلِّ رَجلٍ مِنهم أُناسٌ(8) ، اللهُ أعلمُ كم مع كُلِّ رَجلٍ، [قال](9) : إلَّا أنَّه بَعثَ معَهُم فَأكَلُوا مِنها أجمَعُونَ أو كما قالَ. [خ¦3581]
          وعن عبدِ الرَّحمنِ أيضًا قال: نزلَ علينا أَضيافٌ لَنا، قال (10) : وكان أَبي يَتحدَّثُ إلى النَّبيِّ صلعم منَ اللَّيلِ، قال: فانطَلقَ، وقال لي: يا عبدَ الرَّحمنِ افرُغْ من أضيافِكَ، قال: فلمَّا أمسيتُ جِئنَا (11) بِقِراهُم، قال: فأَبَوا، قالوا: حتَّى يَجيءَ أبو مَنزِلِنا فَيَطعَمَ مَعَنا، قال: فقلتُ: إنَّه رجلٌ حَدِيدٌ، وإنَّكم إن لم تَفعَلوا خِفتُ أن يُصيبَني مِنه أذًى، قال: فأَبَوا، فلمَّا جاءَ؛ لم يبدَأ بِشيءٍ أوَّل مِنهم، فقال (12) : أفَرَغتُم من أضيافِكُم؟ قالوا: لا، والله ما فَرَغْنا، قال: أَوَلم آمرُ عبدَ الرَّحمنِ؟ قال (13) : وتنحيتُ عنه فقال: يا عبدَ الرَّحمنِ، فتَنَحَّيتُ، قال: فقالَ: يا غُنثَرُ؛ أقسمتُ عَليكَ إنْ كُنتَ تَسمَعُ صَوتِي إلَّا جِئتَ، قال: فَجِئتُ، فقلتُ له: والله؛ مَا ِلي ذَنبٌ هَؤلاءِ أضَيافُكَ فسلْهُم، قد أتيتُهُم بِقرَاهم، فأَبَوا أن يَطعَموا حتَّى تَجيءَ، قال: فقال: ما لَكُم أَلَّا تَقبَلوا عنَّا قِراكُم؟! قال (14) : فقال أبو بَكرٍ: فوَاللهِ؛ لا أَطْعَمُهُ اللَّيلةَ، قال: فقالوا: فواللهِ (15) ؛ لا نَطْعَمُهُ حتَّى تَطعَمَهُ، قال: فَما رأيتُ في الشرِّ (16) كالشَّرِّ كاللَّيلةِ (17) قطُّ، ويلَكُم، ما لَكم ألَّا تَقبَلُوا عنَّا قِراكُم؟ ثمَّ قال: أمَّا الأُولى؛ فَمِنَ الشَّيطانِ، هَلُمُّوا قِراكُم، قال: فَجِيءَ (18) بالطَّعامِ، فسَمَّى فأَكلَ وأَكلُوا، قال: فلمَّا أصبحَ؛ غَدَا على رَسُولِ الله صلعم، فقالَ: يا رسولَ الله؛ بَرُّوا وحَنِثتُ (19) ، فأخَبَره فقال: «بل أنتَ أبرُّهُم (20) وأخيَرُهُم».قال: ولم تَبْلُغني كفَّارةٌ.
          لم يخرِّجِ البخاريُّ قولَه: بَرُّوا وحَنِثتُ... إلى آخره، ولا قال: أو كما قال النَّبيُّ صلعم، وقال: حتَّى تعشَّى النَّبيُّ صلعم.
          ومن تراجمه عليه: باب السَّمر مع الأهلِ والضَّيفِ / ] (21) . [خ¦602]
          وفي بعضِ طُرُقِه: وبَعَثَ بِها إلى النَّبيِّ صلعم، فذَكرَ أنَّه أكلَ منها، وقال في هذا الحديثِ: فحَلَفَتِ (22) المرأةُ لا تَطْعَمَهُ حتَّى يَطعَمَهُ.
          خرَّجهُ في الأَدبِ [خ¦6141]، في باب قولِ الضَّيفِ لِصاحِبه: لا آكلُ حتَّى تَأكلَ. وليس في شيءٍ من طُرقه: حتَّى نَعَسَ، إنَّما عِنده: تَعَشَّى (23) كما في رواية في كتاب مسلم. [خ¦3581]


[1] في (ص): (بكرة).
[2] في (ت): (وأنا).
[3] في (ص): (لا).
[4] زيد في (أ) و(ت): (له).
[5] سقط من (ك).
[6] في (ت): (لا).
[7] في (ت): (اثنا).
[8] في (ص): (ناس).
[9] (قال): زيادة من (ص) و(ك).
[10] (قال): سقط من (ص).
[11] في (ص): (جئت).
[12] في (ص): (قال).
[13] (قال): سقط من (ص).
[14] (قال): سقط من (ص).
[15] في (أ) و(ت): (والله).
[16] (في الشرِّ): سقط من (ت) و(ك).
[17] في (أ): (كالليلة كالشر).
[18] في (ص): (فجاء).
[19] زيد في (ت): (قال).
[20] في (أ): (أبوهم).
[21] هنا نهاية السقط من (ق).
[22] في (ص): (وحلفت).
[23] (تعشى): سقط في (ص).