غاية التوضيح

{حم} السجدة

           ░░░41▒▒▒
          قولُهُ: (أَعْطِيَا) الطَّاعة، في «القسطلانيِّ»: استُشكِل هذا التُّفسيرُ؛ لأنَّ {ائْتِيَا} [فُصِّلت:11] بالقصر بمعنى المجيء، فكيف يُفسَّر بالإعطاء؟
          أجيب: بأنَّه من الإيتاء بمعنى الإعطاء.
          في «الزَّركشيِّ»: وقال السَّفاقسيُّ: لعلَّ ابنَ عبَّاسٍ قرأ بالمدِّ.
          قولُهُ: (تَخْتَلِفُ عَلَيَّ) أي: تُشكِل وتضطرب عليَّ، فإنَّه وقع عليَّ في آيةٍ: { [وَ] لَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون:101] وفي أخرى: {يَتَسَاءَلُونَ} [الصَّافَّات:27] وأيضًا وقع في آيةٍ: { [وَ] لَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا}[النِّساء:42] ويُفهَم من الأخرى أنَّهم يكتمون؛ حيثُ قالوا: {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] وذكر في آيةٍ أنَّ خلقَ السَّماوات قبل الأرض، وفي أخرى بالعكس، وقولُهُ تعالى: {إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النِّساء:23] و{كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّساء:58] يدلُّ على أنَّه تعالى كان موصوفًا بهذه الصِّفاتِ في الزَّمان الماضي (ثُمَّ مَضَى) أي: تغيَّر ذلك، فأجاب ابنُ عبَّاسٍ ☻ عنِ الأوَّل بأنَّ التَّساؤلَ في النَّفخة الثَّانية، وعدمه قبلَها، وعنِ الثَّاني بأنَّ الكتمانَ بألسنتهم، وعدمه بنطقِ أيديهم وجوارحهم، وعنِ الثَّالث بأنَّ خلقَ نفسِ الأرضِ قبل السَّماء، ودحاها بعدَهُ، وعنِ الرَّابع: أنَّ معنى {كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النِّساء:23] أنَّه لا يزال كذلك ولا ينقطع.
          قولُهُ: (فَخُتِمَ) بلفظ المجهول، وللأصيليِّ <عرفوا> بلفظ المعروف، و(لَا يُكْتَمُ) بلفظ المجهول، و(الْآَكَامَ) بفتح الهمزة جمع أَكَمةٍ؛ بفتحتين: ما ارتفع من الأرض، و(فَلَا يَخْتَلِفْ) بالجزم على النَّهيِ، فإنَّ كلًّا من عند الله {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النِّساء:82].
          قولُهُ: (أُنَيسَةَ) مُصغَّرًا (مِمَّا أَمَرَ بِهِ) بفتح الهمزة والميم، في «القسطلانيِّ»: وعنِ ابن عبَّاسٍ ☻: (خلق في كلِّ سماءٍ خلقها من الملائكة وما فيها من البحار وجبال البرد وما [لا] يعلمه إلَّا الله)، وقال السُّدِّيُّ: (في كلِّ سماءٍ بيتٌ يُحَجُّ إليه وتطوف به الملائكة، وكلُّ واحدٍ مقابل الكعبة بحيث لو وقعت منها حصاةٌ؛ لوقعتْ على الكعبة).
          قولُهُ: ({أَكْمَامِهَا}) [فُصِّلت:47] جمع (كمٍّ) بالكسر (الكفرى) بضمِّ الكاف وفتحها وشدَّة الرَّاء: وعاء الطَّلع؛ أي: غلاف عقود التَّمر.