غاية التوضيح

كتاب الطب

          ♫
          ░░76▒▒ (كِتَابُ الطِّبِّ)
          في «القسطلانيِّ»: بتثليث الطَّاء المُهمَلة، في «القاموس»: علاجُ الجسمِ والنَّفس، والطَّبيب الحاذق في كلِّ شيءٍ، وخصَّ به المعالجُ في العُرف، لكن كُرِه تسميتُهُ بذلك؛ لقولِهِ صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم: «أنتَ رفيقٌ، واللهُ الطَّبيبُ»؛ أي: أنتَ ترفقُ بالمريض، واللهُ الذي يُبرِئهُ ويُعافيهِ، وانعقد إجماعُ الأممِ السَّالفة واللَّاحقة على جلالة علمِ الطِّبِّ وعلوِّ مرتبتِهِ، وقد أمرَ اللهُ تعالى به أنبياءَهُ؛ حيثُ رُوِيَ عن قتيبةَ بإسنادٍ له: «أنَّ نبيًّا من الأنبياء شكا إلى الله تعالى الضَّعفَ، فأوحى اللهُ تعالى إليه: اطبخِ اللَّحمَ باللَّبن؛ فإنَّ فيه القوَّةَ»، وعُوتِب بامتناع التَّداوي؛ حيثُ قال عن اسمِهِ لمَّا امتنعَ موسى ◙ عنِ التَّداوي: (أتريدُ أن تُبطِلَ حكمتي بتوكُّلِكَ عليَّ؟) وقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم: «تَداوَوا(1)؛ فإنَّ اللهَ تعالى لم يضعْ داءً إلَّا وضعَ له دواءً غيرَ واحدٍ؛ وهو الهرمُ»، وفي لفظٍ: «الإسلام» رُوِيَ عن بعض السَّلف الصَّالح: (أنَّ المدنَ الفاضلةَ إنَّما تقوم بنهرٍ جارٍ، وطبيبٍ ماهرٍ، وسلطانٍ عادلٍ) انتهى كلامُ القسطلانيِّ.
          في «الكرمانيِّ»: وقال الصُّوفيَّةُ: كلُّ شيءٍ بقضاء الله تعالى وقَدَرِهِ، فلا حاجةَ إلى التَّداوي، والجوابُ: أنَّ التَّداويَ أيضًا بقَدَر اللهِ تعالى، وهو كالأمر بالدُّعاء.


[1] في الأصل: (داوَوا)، والمثبت من المصادر.