غاية التوضيح

كتاب القدر

          ░░82▒▒ (كِتَابُ الْقَدَرِ)
          بفتح القاف والدَّال، وقد تُسكَّن، قالوا: القضاءُ: هو الحكمُ الإجماليُّ في الأزل، والقَدَرُ: هو جزئيَّاتُ ذلك الحكمِ وتفاصيلُهُ التي تقع في لا يزال، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر:21]، في «القسطلانيِّ»: إنَّ الله تعالى قدَّرَ الأشياءَ؛ أي: عَلِمَ مقاديرَها وأحوالَها وأزمانَها قبلَ إيجادِها، ثمَّ أوجدَ منها ما سبق في علمِهِ، والقدرُ سرٌّ من أسرارِ الله تعالى، واختصَّ به العليمُ الخبيرُ، وضربَ دونَهُ الأستارَ، وحجبَهُ عن عقولِ الخلقِ ومعارفِهم؛ لما عَلِمَهُ من الحكمة، فلم يعلمْهُ نبيٌّ مُرسَلٌ ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، وقيل: إنَّ القدرَ ينكشف لهم إذا دخلوا الجنَّة، ولا ينكشف قبل دخولِها انتهى