غاية التوضيح

باب فضل ليلة القدر

          ░░32▒▒
░1▒ (بابُ فَضْلِ لَيْلَةِ القَدْرِ) سُمِّيت بذلك لعظم قدرها، أو لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال الَّتي تكون في تلك السَّنة.
          قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} [القدر:1] أي: القرآن من اللَّوح المحفوظ إلى بيت العزَّة من السَّماء الدُّنيا، ثمَّ نزل مفصَّلًا ومفرَّقًا بحسب الوقائع في عشرين سنةً، وتقدَّم مباحث الحديث في (باب قيام ليلة القدر) في «كتاب الإيمان».
          قوله: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر:4] أي: نزل من أجل كلِّ أمرٍ قُدِّر في تلك السَّنة.
          قوله: {سَلَامٌ} [القدر:5] أي: ليست إلَّا ذات سلامة لا يُقدَّر فيها شرٌ إلَّا بلاءٌ، أو لا يستطيع الشَّيطان أن يعمل فيها سوءًا، أو ما هي إلَّا سلامٌ لكثرة سلام الملائكة على أهل المساجد؛ كذا في «القسطلانيِّ».
          قوله: (أَعْلَمَهُ) أي: كلُّ ما جاء في القرآن بلفظ الماضي فقد أعلم الله تعالى رسوله إيَّاه، وما جاء بلفظ المضارع فلم يعلمه، ومقصوده أنَّه صلَّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلَّم كان يعرف ليلة القدر، واعتُرِض لقوله تعالى: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس:3] فإنَّها نزلت في ابن أمِّ مكتوم، وقد علم صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم بحاله، وأنَّه من تزَّكى ونفعته الذِّكرى؛ كذا في «القسطلانيِّ».