غاية التوضيح

كتاب الكسوف

          ♫
          ░░16▒▒ (كِتَابُ الكُسوفِ)
          ░1▒ ([بابُ] الصَّلاةِ في كسُوفِ الشَّمْسِ)
          (الكسوف) قالَ أهلُ الهيئةِ: إذا كانَ القمر يحولُ بيننا وبينَ الشَّمسِ؛ يحصلُ كسوفُها، وأبطلَهُ ابنُ العربيِّ بأنَّهم زعموا أنَّ الشَّمسَ اضعافُ القمرِ، فكيفَ يحجبُ الأصغرُ الأكبرُ، إلَّا إذا كانَ بعيدًا منه، بل هي بديهي؛ كذا في «القسطلانيِّ».
          أقولُ: الإشكالُ ممَّا يُتعَجَّبُ منهُ، إذ قد ثبتَ في علم المرايا أنَّ الأصغرَ إذا كانَ قريبًا من الرائي؛ يحجبُ الأكبرَ إذا كانَ بعيدًا منه، بل هي بديهيٌّ عندَ التَّجربةِ، ألا يرى أنَّ كفَّ الرَّائي قد يحجبُ مثلَ الجبلِ إذا كانَ بعيدًا منه؟ فإذا كانَ القمرُ في السَّماءِ الدُّنيا، والشَّمسُ في السَّماءِ الرَّابعةِ؛ كما قالوا، فكيفَ لا يحجبُها؟!