غاية التوضيح

المقدمة

          ♫
          وبه نستعين
          الحمدُ لله الذي شرح صدور المحدِّثين بإلهام مقاصد السُّنَّة النَّبويَّة، وروَّح أرواح العلماء العاملين بسماع الأحاديث الطَّيِّبة، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد المرسلين، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم إلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.
          فيقول العبد المفتقر إلى الله الغنيّ، عثمان بن عيسى بن إبراهيم الصِّديقيُّ الحنفيّ، أدركهم الله تعالى بلطفه الجليِّ الخفيّ: هذا شرحٌ لـ«الجامع الصحيح» للإمام التقيِّ النقيّ، قدوة العلماء والمحدِّثين العالم الربَّانيّ، عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريّ، تغمَّده الله سبحانه بغفرانه، وأسكنه بحبوحة جِنانه، أخذته ولخَّصته مِن شروحه الشريفة المحقَّقة المدقَّقة: «الكرمانيِّ»، و«المقاصد»، و«فتح الباري»، و«القسطلانيِّ»، و«الزَّركشيِّ»، وفي مواضعَ عديدةٍ مِن أوائله مِن «فيض الباري»، شرح الفاضل العلَّامة سيِّد عبد الأوَّل، بصراحة النَّقل عنه، وأدرجتُ في مواضع عديدةٍ مواقع قليلة ما سنح للنظر القاصر بعبارة (قلت) و(أقول) غالبًا تمييزًا بين القويِّ والفاتر، وربَّما صرَّحت الحوالة إلى بعض تلك الشروح فيما إذا كان مؤدَّاه أهمَّ، أو نادرًا، أو مستبعدًا لا يُقبَل إلَّا إذا صُرِّح وعُلِم أنَّه مِن كلام الأكابر، وسمَّيته: «غاية التَّوضيح»
          وفيه مقدِّمة مشتمل على فصولٍ.