غاية التوضيح

أبواب التهجد

          ♫
          ░░19▒▒ (كتابُ التَّهَجُّدِ)
          أي: الصلاةُ باللَّيلِ، وأصلُهُ تركُ الهجودِ وهو النَّومُ، والضَّميرُ المجرورُ في (بِهِ) عائدٌ إلى القرآنِ.
          قولُهُ: {نَافِلَةً لَّكَ} [الإسراء:79] أي: فريضةً زائدةً لكَ على الصَّلواتِ المفروضةِ، خصِّصتَ بها من بينِ أمَّتكَ، لكن صحَّحَ النَّوويُّ أنَّه نُسِخَ عنهُ التَّهجُّدُ؛ كما نُسِخَ عن أمَّتِهِ، أو فضيلةً لكَ، فإنَّهُ ╕ قد غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وما تأخَّرَ، و(ح) فلم يكن فعلَ ذلكَ شيئًا، وترجعُ التَّكاليفُ كلُّها في حقِّهِ قرَّةَ عينٍ، وإلهامَ طبعٍ، وتكونُ صلاتُهُ في الدُّنيا مثلُ تسبيحِ أهلِ الجنَّةِ في الجنَّةِ، ليسَ على وجْهِ الكلفةِ والتَّكليفِ، وهذا كلُّهُ يتفرَّع على طريقةِ إمامِ الحرمينِ، وأمَّا طريقةُ القاضي حيثُ يقولُ: لو أوجبَ اللهُ تعالى شيئًا لوجبَ، وإن لم يكن وعيدٌ فلا يمتنعُ (ح) بقاءُ التَّكاليفِ في حقِّهِ ╕ على ما كانت عليهِ طمأنينته ╕ من ناحيةِ الوعيدِ، وعلى كلا التَّقديرَينِ، فهوَ معصومٌ، ولا ذنبَ ولا عيبَ؛ كذا في «القسطلانيِّ».