التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش

          2488- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ): تَقَدَّم مرارًا أنَّه الوضَّاح بن عبد الله، وتَقَدَّم (رَافِع بْن خَدِيجٍ): أنَّه بفتح الخاء المعجمة، وكسر الدَّال المهملة، وفي آخره جيمٌ، وهذا معروفٌ عند أهله كاد أن يكون عندهم بديهيًّا.
          قوله: (بِذِي الْحُلَيْفَةِ): هذه هي غيرُ الميقات _ووقع في بعض طرقه: (مِن تهامة) [خ¦2507]_ ولكن ضبطُها كضبطِها، قال شيخنا عن ابن التِّين: (إنَّ ذلك كان سنة ثمان من الهجرة).
          قوله: (فَأُكْفِئَتْ): هو بهمزة مفتوحة بعد الفاء المكسورة؛ أي: قُلِبَت.
          قوله: (فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنَ الْغَنَمِ(1)): في هامش أصلنا حاشيةٌ منقولةٌ من خطِّ اليونينيِّ: (في(2) أصل أبي ذرٍّ والأَصيليِّ وأبي القاسم الدِّمشقيِّ والأصل المسموع على أبي الوقت بقراءة(3) ابن السَّمعانيِّ: «عشرة»؛ بإثبات تاء التَّأنيث، قال شيخنا ابن مالك: لا يجوز «عشرة»؛ بإثبات تاء التَّأنيث)، انتهت.
          قوله: (فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ): (نَدَّ)؛ بفتح النُّون، وتشديد الدَّال المهملة: شَردَ وهَربَ.
          قوله: (أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ): (الأَوَابِدُ): النَّوافِر، يقال: أَبَدتِ البهيمةُ، تَأبُد، وتأْبِدُ؛ بالضَّمِّ والكسر؛ إذا توحَّشت، والأوَابِد: الوحوش.
          قوله: (فَقَالَ جَدِّي): تَقَدَّم في السَّند: (عَبَاية بن رِفاعة بن رافع بن خَدِيج عن جدِّه)، فجدُّه رافع ابن خَدِيج هو القائل.
          قوله: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ): أي: أساله بمرَّة، وصبَّه كصبِّ النَّهر، كذا الرِّواية في الأمَّهات، ووقع للأصيليِّ: (نَهَرَ الدَّمَ)، وليس بشيء، والصَّواب ما لغيره، وجاء في (باب: إذا نَدَّ بعير): (أنهر أو نهر) على الشَّك [خ¦5544]، انتهى، ورُوِي: بالزَّاي، والنَّهْز: الدَّفع، حكاه القاضي، وهو غريبٌ.
          قوله: (لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفْرَ): هما منصوبان، ونصبهما على الاستثناء بـ(ليس)، و(الظُّفْر)؛ بسكون الفاء، وفيه غيرُ ذلك(4) من الُّلغات، وسيأتي [خ¦3681].
          قوله: (وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ...) إلى آخره: الذي كنت أعرفه أنَّ هذا مَرْفوعٌ، وكذا رأيت في كلام غير واحد؛ منهم: النَّوويُّ في «شرح مسلم» قال ما لفظه: (قوله صلعم: «أمَّا السِّنُّ؛ فعظم»...) إلى أنْ قال: (وأمَّا قوله صلعم: «وأمَّا الظُّفر؛ فمُدَى الحبشة») انتهى، وقال بعضهم: (وجاء في رواية: «أمَّا السِّنُّ؛ فنَهْش، وأمَّا العظم؛ فخَنْق»)، وما كنت أعلم أنَّه مُدرَجٌ، ثمَّ إنِّي رأيت عن أبي الحسن بن القطَّان الكتاميِّ الإمام الحافظ أنَّه قال: (اختُلِف في رفعه ووقفه)، وقد رأيت الحافظ علاء الدين مغلطاي شيخَ شيوخي جزم بالوقف، فإنَّه ذكر هذا الحديث في «الدُّرِّ المنظوم»، ثمَّ قال: (قال رافع: وسأحدِّثكم عن ذلك، أمَّا السِّنُّ؛ فعظمٌ، وأمَّا الظُّفر؛ فمُدَى الحبشة) انتهى، وهذا مكانٌ حسنٌ، والله أعلم، وكتاب «الدُّرِّ المنظوم» قد قرأته على بعض أصحاب مغلطاي بالقاهرة.


[1] في (ب): (القيم)، وهو تصحيفٌ.
[2] في (ب): (من).
[3] في (ب): (فقراءة)، وهو تحريفٌ.
[4] (غير ذلك): سقط من (ب).