تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: إني أريت دار هجرتكم سبخةً ذات نخل

          3339- (تَكْسِبُ المَعْدُوْمَ) قيلَ فيه قولانِ: أحدهُما: أنَّهُ لِسَعْدِهِ وحَظِّهِ من الدُّنْيَا، لا يتعذَّر عليهِ كَسْبُ كُلِّ شيءٍ معدومٍ مُتَعَذِّرٍ على من سواهُ، والقولُ الآخرُ: أنه يُمَلِّكُ الشيءَ المعذورُ المُتَعَذِّرُ من لا يقدرُ عليهِ، يَصِفُ إحسانَهُ وكرمَهُ وعمومَ فَضْلِهِ، وكذلكَ قَرَنَ بهِ أنه يحملَ الكلَّ، والكَلُّ: ما يَثقُلُ حمْلُهُ من صِلاتِ الأرحامِ، والقيامِ بالعيالِ وقِرى الأضيافِ، وهذا أولى من القولِ الأولِ بالمدحِ، وبهذه المَكْرُمَاتِ يُستمالُ من جَفَا وقاطَعَ، وأمَّا بمجردِ السَّعَةِ والتمكنِ من الاكتسابِ والتَّمَوُّلِ دونَ تَفَضُّلٍ ولا كرمٍ فلا، وهذا لا مدخلَ لهُ في المدحِ. /
          (يَتقَصَّفُوْنَ عَلَيْهِ) أي يزدحمونَ.
          (أَجَرْنَا) آمنَّا.
          (أَخْفَرْتُ الرَّجُلَ) إذا نقضَتْ عَهْدَهُ.
          (الذِّمَّةُ) العهدُ.
          (اللَّابَةُ) الحَرَّةُ.
          (وَالحَرَّةُ) أرضٌ ذاتُ حجارةٍ سُوْدٍ.
          (وَالرَّسْلُ) بفتحِ الراءِ، السَّيْرُ اللينُ الرَّقِيْقُ، والرِّسْلُ_بكسرِ الراءِ_ اللَّيِّنُ.
          (الظَّهِيْرَةُ) أشدُّ الحَرِّ، ونحرُهَا أوائلَها.
          (مُقَنَّعاً) أي مُغَطِّياً رأسَهُ بثوبٍ يَسْتُرُهُ.
          (الرَّاحِلَةُ) المركبُ القَويُّ على السيرِ والارتحالِ، من الإبلِ ذكراً كانَ أو أُنثى.
          (النِّطَاقُ) أن تأخذَ المرأةُ ثوباً فَتَلْبِسُهُ، ثم تشدُّ وَسَطَهَا بحبلٍ أو نحوِهِ، ثم تُرْسِلُ الأعلى على الأسفلِ، وبه سُمِّيَتْ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ ذاتُ النطاقينِ؛ لأنها كانت تُطارِقُ نِطَاقاً على نِطاقٍ، وقيلَ: كان لها نطاقانِ تلبسُ أحدُهُما، وتحملُ في الآخرِ زادَ رسولِ اللهِ صلعم.
          (وَهُوَ شَابٌّ ثَقِفٌ) أي ثابتُ المعرفَةِ بما يحتاجُ إليهِ، ويُقالُ: ثَقِفْتُ فُلاناً في الحربِ، إذا أَلْفَيْتَهُ مُسْتَضْلِعاً بهِ ومُقَاوِماً لهُ.
          يُقالُ (غُلامٌ لَقِنٌ) أي سريعُ الفهمِ، ولَقَّنْتُهُ تَلقيناً فهَّمتُهُ، والاسمُ اللَّقَانَةُ.
          (يَدَّلِجُ سَحَراً) يُقالُ: أَدْلجَ القومُ يُدْلِجُوْنَ، إذا قطعوا الليلَ كُلَّهُ سَيراً، فإذا خرجوا من آخرِ الليلِ فقد ادَّلَجُوْا، بتشديدِ الدالِ.
          الأصلُ في (المَنِيحَةِ) أن يجعلَ الرَّجُلُ لبنَ شاتِهِ أو ناقَتِهِ لآخرَ وقتاً ما، ثم يقعُ ذلكَ في كُلِّ ما يُرْزَقُهُ المرءُ ويُعطَاهُ، والمنحةُ والمنيحَةُ سواءٌ، ويُقالُ: ناقةٌ مَنُوْحٌ، إذا بَقِيَ لَبَنُهَا بعد ما تذهبُ ألبانُ الإبلِ، فكأنها أعطَتْ أصحابَها اللبنَ ومنحَتْهُمْ إيَّاهُ.
          (الرَّوَاحُ) رَوَاحُ العَشِيِّ، وهو من زوالِ الشَّمسِ إلى الليلِ.
          (فَيَبِيْتَانِ فِي رَسْلٍ) أي في لبنٍ من تلكَ الغَنَمِ، التي أراحَ عَليهما.
          (حَتَّى يَنْعَقَ بِهَا) أصلُ النَّعيقِ للغنمِ، يُقالُ: نَعَقَ الراعِي بالغنمِ، إذا دَعَاهَا يَنْعِقُ نَعِيقاً.
          (الغَلَسُ) / ظلامُ آخرِ الليلِ.
          (قَدْ غَمَسَ حِلْفاً في آلِ فُلانٍ) أي أخذَ بنصيبٍ من عَقْدِهِمْ وحِلْفِهِمْ.
          (الأسْوِدَةُ) الشُّخُوصُ، وهو جمعُ سَوَادٍ، وجمعُ الجمعِ أسَاوِدٌ.
          (الأَكَمَةُ) الكُدْيَةُ المرتفعَةُ من الأرضِ من جميعِ جوانِبِهَا، وجمعها أَكَمٌ، وجمعُ الجمعِ الآكامُ والإكامُ.
          (قَرَّبَ الفَرَسَ تَقْرِيْباً) وهو دونَ الحُضْرِ، والحُضْرُ الإسراعُ، وله تقريبانِ أَدنى وأَعلى.
          (الكِنانَة) كالخريطةِ المستطيلةِ من جلودٍ، تُجْعَلُ فيها السِّهامُ.
          (الأَزْلَامُ) القِدَاحُ، واحدُها زَلَمٌ وزُلَمٌ، بفتحِ الزاي وضمِّها، والقِدْحُ الذي زُلِمَ وسُوِّيَ؛ أي: أُخِذَ من حُرُوْفِهِ، وهو بلا نصلٍ ولا قُذَذٍ، والقُذَذُ ريشُ السَّهْمِ، واحدَتُها قُذَّةٌ، كانت لهم في الجاهليةِ مكتوبٌ عَليها الأمرُ والنهيُ، وكانَ الرَّجُلُ منهم يَضَعُهَا في كنانتِهِ أو في وعائِهِ، ثم يُخرِجُ منها عند عَزِيْمَتِهِ على أمرٍ ما اتفقَّ له عن غيرِ قصدٍ، فإن خرجَ الآمرُ مضى على عزمِهِ، وإن خرجَ النَّاهي انصرفَ.
          أصلُ (الاسْتِقْسَامِ) طلبُ ما يُقْسِمُ اللهُ لنا من الأَقْسَامِ، والقَسْمُ النَّصيبُ المُغَيَّبُ عنهُ عند طلبِهِ، وذلكَ محمودٌ إذا طُلِبَ من جِهَتِهِ، وكانَ أهلُ الجاهليَّةِ يطلبونَ ما غُيِّبَ عنهم من ذلكَ من جهةِ الأزلامِ، فما دَلَّتْهُمْ عليهِ فَرَمَوْا بهِ، ونُهُوْا عنهُ.
          (سَاخَتْ قَوَائِمُهُ فِي الأَرْضِ تَسُوْخُ) أي غابَتْ وانحطَّتْ.
          (العُثَانُ) الغُبَارُ، وأصلهُ الدُّخانُ، وجمعهُ عَوَاثِنُ على غيرِ قياسٍ، ومنهُ قولُ مُسَيْلَمَةَ: عَثِّنُوا لهَا؛ أي بخِّرُوْهَا يعني سَجَاحُ، وكان قد تزوَّجَها.
          (السَّاطِعُ) المُرتَفِعُ المنتشِرُ.
          (مَا رَزَأْتُ فُلاناً شَيْئاً) أي لم أُصِبْ منهُ شَيئاً، ويُقالُ: كريمٌ مُرَزَّأ؛ أي: يصيبُ الناسُ من خيرِهِ، والرُّزْءُ ما يُصيبُ المرءَ مما يكرهُ، وجمعهُ أرزاءٌ.
          (الأَدَمُ) جمعُ أَدِيْمٍ، وهو الجلدُ.
          (الحَرَّةُ) / جوانبُ المدينَةِ، المُنْفَسِحُ مِنها، وقيلَ: لها حَرَّةٌ؛ لأن فيها حجارةً سوداً.
          (الظَّهِيْرَةُ) شدةُ الحرِّ.
          (الأُطُمُ) البناءُ المرتفِعُ، وجمعهُ آطامٌ، وفي بعضِ الرِّوَايَاتِ: «حَتَّى تَوَارَتْ بِآطَامِ المَدِيْنَةِ» أي: بأبنيتها المرتفعَةِ.
          (يَزُوْلُ بِهِمْ السَّرَابُ) أي تظهرُ حركَتُهم فيه، والآلُ والسَّرابُ نوعٌ واحدٌ، وهما كالدُّخانِ يَعُمُّ البقاعَ المُنفسحةَ، إلا أنَّ أحدَهما يكونُ في أولِ النَّهارِ فيُسَمَّى سَرَاباً، والآخرُ يكونُ بعدَ الزوالِ فيُسَمَّى آلاً.
          (فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ اليَمِيْنِ) أي صرفَهم إلى تلكِ الجِّهَةِ.
          (ظَلَّلَ) سَتَرَ.
          (البِضْعُ) ما بينَ الثلاثِ إلى التِّسْعِ.
          (المِرْبَدُ) البيدرُ الذي يُوضعُ فيه التَّمرُ إذا جُذَّ، ويُقالُ لموقفِ الإبلِ أيضاً: مِرْبَدٌ.
          (الحِمَالُ) من الحَمْلِ الذي يُحملُ من خيبرِ التَّمرِ، ولعلَّهُ عَنى أن هذهِ في الآخرةِ أفضلُ من ذلكَ ثَواباً، وأحسنُ عاقبةً، وأعجلُ مَنْفَعَةً.
          (أَعْقَبْتُ الرَّجُلَ عَلَى الرَّاحِلَةِ) إذا رَكبتَ مَرَّةً وركبَ أُخرى، كأنهُ رَكِبَ عَقِبَ رُكُوْبِهِ؛ أي: بعد ركوبِهِ.