تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: كان رسول الله إذا اغتسل من الجنابة

          3166- في الرِّوَايَةِ: (كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ دَعَا بِشَيءٍ نَحْوِ الحِلابِ): وعندَ الهرويِّ في بابِ الحاءِ (كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ دَعَا بِشَيءٍ نَحْوِ الحِلابِ)، قالَ: والحِلابُ والمِحْلَبُ الإناءُ الذي تُحْلَبُ فيهِ ذواتُ الألبانِ، قال في بابِ الجيمِ: (كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ دَعَا بِشَيءٍ مِثْلَ الجُلَّاِب فَأَخَذَهُ بِكَفِّهِ فَبَدَأَ بِشَقِّ رَأْسِهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ الأَيْسَرِ)، وقالَ الأزهريُّ: أرادَ بالجُلَّابِ ههُنَا ماءَ الوردِ وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، واللهُ أعلمُ. /
          قال الهرويُّ: أراد دَعَا بشيء مثل الجِلابِ؛ والحِلاب والمِحْلَب الإناءُ الذي تُحلَبُ في ذواتِ الحلْبِ، وقولُهُ في حديثٍ آخرَ:(كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ دَعَا بِإنَاءٍ) يدلُّ على أنَّهُ المِحْلَبُ، وفي كتابِ البخاريِّ فيهِ إشكالٌ: رُبَّمَا ظنَّ الظَّانُّ أنه قد تأوَّلَهُ على الطِّيبِ؛ لأنه تَرْجَمَ البابَ بذلكَ: بَابُ مَنْ بَدَأَ بِالحِلابِ والطِّيْبِ عِنْدَ الغُسْلِ، وفي بعضِ النُّسخِ: أو الطِّيْبِ، ثم ذكرَ الحديثَ، ولم يذكرْ في البابِ غيرَهُ، وأمَّا مسلمٌ فجمع الأحاديثِ بهذا المعنى في موضعٍ واحدٍ، وحديثُ الحِلاب مَعَهَا، ودلَّ بذلكَ من فِعْلِهِ على أنَّه عَنَى المقاديرَ والآنيةَ، واللهُ أعلمُ.