تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته

          3187- (فَافْزَعُوْا إِلَى الصَّلاةِ) أي أسرعُوْا وبَادِرُوْا، والفَزَعُ يكون بمعنيينِ أحدُهُما الرُّعْبُ، والثاني: الإسراعُ إلى النُّصْرَةِ أو إلى القصدِ الذي تقصدُهُ.
          (رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحطِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً) أي تندفعُ فيدفعُ بعضُها بَعْضاً، لشدةِ اشتعالِهَا وتَلَهُّبِهَا، وأصلُ الحطْمِ الكسرُ، «أَيْنَ دَرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ؟» أي التي تكسرُ السيوفَ، ومنه قولُهُ: «شَرُّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ»، أي الذي يكونُ عَنِيْفاً في رعيهِ الإبلَ، فيَحْطِمُهَا، أي: يُلقي بعضَها على بعضٍ لاستعجالِهِ عَليها، وقِلَّةِ رِفْقِهِ بها، ولا يُمْهِلُهَا حتى تَسْتَوْفِي رَعْيَهَا. ويُقالُ: رَعَتِ الماشيةُ الكلأَ رعياً، بفتحِ الراءِ، والرِّعْيِّ بكسرِ الراء: الكَلَأُ، والرِّعَاءُ على فِعالٍ بالكسرِ، جمعُ راعٍ نادرٌ، ورُعَاءٌ أيضاً.
          (السَّوَائِبُ) جمعُ سائبةٍ، وكانتِ العربُ إذا نَذَرْتُ في بُرْءٍ من مَرَضٍ، أو قُدُوْمٍ من سَفَرٍ، أو وصولٍ إلى أَمَلٍ، يقولونَ: ناقتي سائبةٌ، وهي أن تُسَيَّبَ فلا تمنعُ من مَرْعَى، ولا تُطْرَدُ عن ماءٍ، ولا يُنْتَفَعُ بها، وكذلكَ في عِتْقِ العبدِ، يقولونَ: هو سائبةٌ، أي: لا مِلْكَ ولا وَلاءَ، وأصلُهُ: من تَسْيِيْبِ الدَّوَابِّ، وهو إرسالهُا، وكانَ أولُ من سَنَّ لهم هذه السُّنَّةُ في الجاهليةِ، فمضَوا عليها حتى جاءَ الإسلامُ بإبطالِهَا.
          (تَجَلَّتِ الشَّمْسُ) انكشفَتْ، وزالَ كسوفُهَا. /