تعليقة على صحيح البخاري

باب: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}

          ░14▒ (بَابٌ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء:176]).
          اختلف العلماء في معنى (الكلالة) على أقوال هي: من [لا] ولد له ولا والد، هذا قول الصِّدِّيق وعمر وعليٍّ وزيد وابن مسعود وابن عبَّاس، وعليه أكثر التَّابعين، وهو قول الفقهاء بالحجاز والعراق، وقال آخرون: هي من لا ولد له خاصَّة، وقال بعضهم: إنَّها الميت نفسه، سمِّي بذلك إذا ورثه غير والده وولده، وقال آخرون: هي الذين يرثون الميت إذا لم يكن فيهم والد ولا ولد، وقال آخرون: هي [ورثة] الحيِّ والميت جميعًا، وقيل: إنَّها ورثة الميت دون الميت، واحتجَّ بحديث جابر: (إنَّما يرثني كلالة)، فكيف بالميراث؟ وبحديث سعد: (يا رسول الله؛ ليس لي وارث إلَّا كلالة)، وقام الإجماع أنَّ الإخوة المذكورين في الآية: هم الإخوة للأب والأمِّ، وللأب عند عدم الذين للأب والأمِّ؛ لإعطائهم فيها الأخت النِّصف، وللاثنين فصاعدًا الثُّلثين، وللأخوات الرِّجال والنِّساء للذَّكر مثل حظِّ الأنثيين؛ لأنَّه لا خلاف أنَّ ميراث الإخوة للأمِّ ليس هكذا، وأنَّهم شركاء في الثُّلث، الذَّكر والأنثى فيه سواء، وإجماعهم في الكلالة التي في أوَّل السُّورة أنَّ الإخوة / فيها للأمِّ خاصَّة؛ لأنَّ فريضة كلِّ واحد منهما السُّدس، ولا خلاف أنَّ ميراث الإخوة للأب، والأمُّ ليس كذلك.