مصابيح الجامع الصحيح

حديث: ائتوني أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا

          4431- قوله: (أن تضلوا): قال الزركشي: صوابه: لا تضلون.
          قوله: (أهجر): النووي: هو بهمزة الاستفهام الإنكاري؛ أي: أنكروا على من قال: لا تكتبوه؛ أي: لا تجعلوا كأمر من هذى في كلامه، وإن صحَّ بدون الهمزة فهو أنه لما أصابه الحيرة والدهشة؛ لعظم ما شاهد من هذه الحالة الدالة على وفاته، وعظيم المصيبة أجرى الهجر مجرى شدة الوجع.
          أقول: هو مجاز؛ لأن الهذيان الذي للمريض مستلزم لشدة الوجع، فأطلق الملزم، وأراد اللازم، أو هو من الهجر ضد الوصل؛ أي: يهجر من الدنيا، وأطلق بلفظ الماضي؛ لما رأوا فيه من علامات الهجرة من دار الفناء، وفي بعضها: أهجَرَ، من باب (الإفعال).
          قوله: (قال سفيان: ونسيت الثالثة)(1) : هو قول سليمان الأحول، المهلب: هي بعث أسامة، القاضي: ويحتمل أنَّها قوله: «لا تتخذوا قبري وثنًا يعبد»، وفي كتاب (المغازي) أنَّها: «الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم».
          قوله: (يردُّوا): صوابه: يرددون.


[1] كذا في الأصل، وليست في الحديث.