مصابيح الجامع الصحيح

باب تسمية من سمي من أهل بدر

          ░13▒ (بابُ: تَسْمِيةُِ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ في الجامع).
          قوله: (حَارِثَةُ بْنُ الرُّبَيِّعِ): (حارثة): بالحاء المهملة، و(الربيع): بضم الراء وتشديد الياء المكسورة.
          قوله: (خُبَيْبُ): بضمِّ الخاء.
          إشارة: خبيب بن عدي: اتفق أرباب المغازي أن خبيب بن عدي لم يشهد بدرًا، ولم يقتل الحارث بن عامر، وإنما [من] شهد بدرًا، وقتل الحارث؛ هو خبيب بن يساف بن عتبة الحارثي الخزرجي، وقال الحسيني: خبيب بن يساف توفي زمن عثمان.
          قوله: (سعد بن أبي وقاص): قال الكرماني: لا أستحضر المكان الذي صرح به البخاري فيه، وقال شيخنا: لم يتقدم له في القصة ذكر، لكن هو منهم بالاتفاق.
          قوله: (عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ): لم يتقدم له ذكر، ولا ذكره ممَّن صنف في المغازي أحد، وسقط ذكره من رواية النسفي، ولم يذكره الإسماعيلي وأبو نعيم في «مستخرجيهما»، وهو المعتمد، ويحتمل أن يكون أخذه من أبو سعيد بن المسيب على بعد في ذلك.
          وذكر عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو فيهم، وإنما هو منسوب إلى الماء.
          وذكر أيضًا ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ ومُظهِرًا وهو أخوه، ولم يشهد بدرًا، لكن المثبت مقدَّم على النافي.
          ومُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ وهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ ذكرهما أيضًا تبعًا للزهري، وفيهما كلام كثير.
          إشارة: العالم بفنن إذا علم منه الفحص والتَّحقيق قبل منه النفي، قاله الأسنوي.
          فائدة: ذكر قاسم بن ثابت في «دلائله» : أن قريشًا لما توجهت إلى بدر؛ مر هاتف من الجن على مكة في اليوم الذي وقع بهم المسلمون، وهو ينشد بأبعد صوت ولا يُرى شخصه:
أزار الحنيفيون بدرًا وقيعة                     سينقض منها ركن كسرى وقيصرا
وأبادت رجالًا من قريش وأبرزت                     خرائد يضربن الترائب حسرا
وفيا ويح من أمسى عدو محمد                     لقد جار عن قصد الهوى وتحيرا
          فقال قائلهم: من الحنيفيون؟ فقالوا: هو محمد وأصحابه يزعمون أنَّه على دين إبراهيم الحنيف، ثم لم يلبث أن جاءهم الخبر.