مصابيح الجامع الصحيح

باب حجة الوداع

          ░77▒ قوله في الترجمة: (الوَداع) بفتح الواو كسرها، و(حجة) بكسر الحاء وفتحها.
          تنبيه: حجَّ معه صلعم أربعون ألفًا كذا قاله أبو زرعة، وقيل: مئة وعشرون ألفًا، وقيل: تسعون ألفًا، وقيل: مئة وأربعة عشر ألفًا، وقال الشيخ جمال الدين الدميري: وكان صلعم قبل أن يهاجر يحج كل سنة، انتهى، قال ابن الأثير: كأنَّ الشارع حجَّ قبل النبوَّة وبعدها حجِّات، وفي «البخاري» : (بمكة أخرى)، وفي التِّرمذي: أنَّه ◙ حجَّ ثلاث حجج؛ حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر، استغربه الترمذي، وكذا في «ابن ماجه».
          والحجُّ من الشَّرائع القديمة، حجَّ آدم ◙ أربعين حجة من الهند ماشيًا، رواه ابن الجوزي، ولم يبعث الله تعالى نبيًّا إلا حج(1)، وروي أنه حج سبعين حجة على رجليه، أخرجه الأزرقي
          إشارة: يقال لها: حجة الوداع؛ لأنه ودَّعهم فيها، وتسمى حجة البلاغ؛ لقوله: اللَّهُمَّ هل بلغت، وحجة الإسلام؛ إذ لا شرك فيها.
          فائدة: إنما قدَّمها على غزوة تبوك؛ لأنه لما ذكر حج أبو بكر، وذكر الوفود والكل في التاسعة استطرد حجة الوداع، وقال شيخنا في قوله: (باب غزوة تبوك): هكذا أورد المصنف هذه الترجمة بعد حجة الوداع وهو خطأ، وما أظنه إلا من النساخ، انتهى


[1] في الأصل: (حجه).