مصابيح الجامع الصحيح

باب غزوة أنمار

          ░33▒ (باب غزوة أنمار).
          إن قلت: لم أدرج بينها وبين حديث الإفك غزوة أنمار؟
          قلت: لا اهتمام للبخاريِّ بترتيب الأبواب، أو لاحظ التعلق الذي بين الغزوتين، قاله الكرماني.
          قوله: (لا اهتمام للبخاري...) إلى آخره هذا غير لائق بمقابلة صاحب هذا الكتاب.
          وسألت شيخنا الحافظ عن هذا المكان، فأجاب: أن الذي يظهر أنَّه داخل في عموم قول أبي ذر الهروي أن بعض الرواة قدَّم بعض التراجم على بعض، لكونه رأى ترجمةً ملحقةً، فوضعها قبل موضعها أو بعده، انتهى
          فكتبت إلى شيخنا: بأنَّه ورد في «مسلم» عن جابر: أرسلني رسول الله صلعم وهو منطلق إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته...؛ الحديث.
          فلعلَّ البخاري أراد هذه الغزوة، وهي غزوة بني المصطلق غير أنه قال جابر: إنها غزوة أنمار، فلما كانت هذه القصة تشبه القصة التي ذكرها جابر، وسمَّاها ههنا غزوة أنمار، ذكرها بعد غزوة بني المصطلق بترجمة وحدها، وفصل بها بين غزوة بني المصطلق وحديث الإفك، فأجاب شيخنا: هذا جواب كافٍ.