مصابيح الجامع الصحيح

حديث: هؤلاء نزلوا على حكمك

          4121- قوله: (من المسجد) قال الكرماني: هو مسجد اختطه صلعم عند أمكنة بني قريظة، وكان يصلي فيه مدة مقامه هناك، انتهى، وللقاضي كلام في هذا المكان ذكره سيدي في «شرحه».
          ورأيت في بعض تواريخ المدينة: فصل في ذكر المساجد التي صلى فيها ◙ ومنها: مسجد الفضيح، ويعرف اليوم بمسجد الشَّمس، وهو شرقي مسجد قباء على شفير الوادي، على مشرق المكان، وهو صغير جدًا، وعن جابر أنَّ رسول الله صلعم لما حصر بني النضير ضرب قبة في موضع مسجد الفضيح، وأقام بها ستًّا، قال: وجاء أن(1) تحريم الخمر فيها، ومنها: مسجد بني قريظة، وهو شرقي مسجد الشمس، وهو على هيئة مسجد قباء طولًا وعرضًا، وذكر ابن النجار أنه ◙ صلى في بيت امراء من بني قريظة، فأدخل ذلك البيت في مسجد بني قريظة. ونقل ابن زبالة أنَّه ◙ صلى في مسجد الفتح يوم الفتح بعد ما انهزم الأحزاب، ثم دعا، فقال: «اللَّهُمَّ لك الحمد هديتني من الضلالة، فلا مكرم لمن أهنت، ولا مهين لمن أكرمت، ولا معز لمن أذللت، ولا مذل لمن أعززت، ولا ناصر لمن خذلت، ولا خاذل لمن نصرت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا رازق لمن حرمت(2)، ولا حارم لمن رزقت، ولا رافع لمن خفضت، ولا خافض لمن رفعت، ولا خارق لما سترت، ولا ساتر لمن خرقت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت» انتهى
          [ (الأخير): هو دليل من قال باستعمال أفعل التفضيل من الخير].


[1] في الأصل: (أنه).
[2] في الأصل: (أحرمت).