مصابيح الجامع الصحيح

حديث: يا بنية ألا تحبين ما أحب

          2581- [ (الحزب): الطائفة].
          قوله: (يكلمِ الناس): بالجزم والرفع.
          (ينشدنك): أي: يطلبن منك العدل، وفي بعضها: (ينشدنك الله العدل)؛ أي: يسألنك بالله العدل، ومعناه: التسوية بينهن في محبة القلب، لأنه كان يسوي بينهن في الأفعال المقدورة، وأجمعوا على أن محبتهن لا تكليف فيها، ولا يلزمه التسوية فيها؛ لأنها لا قدرة عليها، وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال، واختلفوا في أنه هل كان يلزمه القسم بين الزوجات أم لا.
          فائدة: (تناولت): أي: تعرضت، وفي الحديث: أنه ليس على الرجل حرج في إيثار بعض نسائه بالتحف من المأكل، وإنما يلزمه العدل في المبيت وإقامة النفقة والكسوة.
          وفيه: تحري الناس بالهدايا أوقات المسرَّة، وأن السكوت جائز عند مناظرة النساء.
          قوله: (إنها بنت أبي بكر): هذا إشارة إلى التفضيل بالفهم والشرف، وأنها فصيحة عاقلة، وكيف لا وهي بنت أبي بكر الفصيح العاقل، والولد سر أبيه.
          وقال شيخنا في «فتحه»؛ أي: شريفة عاقلة عارفة كأبيها، وكأنه صلعم أشار إلى أن أبا بكر كان عالمًا بمناقب مضر ومثالبها، فلا يستغرب من بنته تلقي ذلك عنه، ومن شابه أباه؛ فما ظلم.
          قوله: (أبو مروان): هو يحيى بن أبي زكريا الغساني، وقيل: إنه محمد بن عثمان العثماني، وهو وهم.
          (محمد بن عبد الرحمن): بن الحارث بن هشام المخزومي، يروي عن عائشة بدون الواسطة.
          إن قلت: هذا رواية عن مجهول؛ إذ الرجل غير معلوم، فما حكمه؟
          قلت: مذكور على طريق الشهادة والمتابعة، واحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول.