مصابيح الجامع الصحيح

حديث: يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها

          2566- قوله: (يا نساء المسلمات): فيه ثلاثة أوجه: المختار: نصب (النساء) وجر (المسلمات) على الإضافة، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته، والبصريون يتأولونه على حذف الموصوف، وإقامة صفته مقامه؛ أي: نساء الأنفس أو الجماعات المسلمات، وقيل: تقديره: يا فاضلات المسلمات، كما يقال: هؤلاء رجال القوم؛ أي: أفاضلهم.
          الثاني: رفعهما، فرفع الهمزة منادى مفرد وإن كان غير علم، ورفع التاء صفة على اللفظ نحو: يا أيها النساء المؤمنات.
          والثالث: رفع (النساء) ونصب التاء من (المسلمات) نحو: يا زيد العاقل، والعاقل؛ بالنصب: صفة على الموضع، وعلامة النصب في جمع المؤنث الجر.
          قوله: (لجارتها): متعلق بمحذوف؛ أي: لا تحقرنَّ جارة هدية مهداة لجارتها، بالغ فيه حتى ذكر أحقر الأشياء من أبغض البغيضين، إذا حمل الجارة على الضرة.
          و(الفرسن): من البعير بمنزلة الحافر من الدابة، والظلف من الغنم، والقدم من الإنسان، وربما يستعار للشاة، وهذا النهي للمُعطية المُهدية؛ أي: لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها؛ لاستقلالها واستحقارها الموجود عندها، بل تجود بما تيسر وإن كان قليلًا كفرسن شاة، فهو خير من العدم، ويحتمل أن يكون نهيًا للمعطاة عن الاحتقار.