التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث ابن عوف: كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي

          2301- قوله: (حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ): هو بكسر الجيم، وقد تقدَّم ضبطُه، وما هو [خ¦913]، والله أعلم.
          قوله: (كَاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ): وهو كافرٌ معروفٌ، قُتِل ببدر على كفره، وجدُّه: اسمُه وَهْبُ بن حذافة بن جُمَح القرشيُّ الجُمَحيُّ، وقد تقدَّم.
          قوله: (فِي صَاغِيَتِي): هو بالصَّاد المهملة، وبعد الألف غين معجمة، ثمَّ مثنَّاة تحت مفتوحة، ثمَّ مثنَّاة فوق، ثمَّ ياء الإضافة، وصاغية الرجل: خاصَّتُه المائلون إليه.
          قوله: (إِلَى جَبَلٍ لِأُحْرِزَهُ): هو بالجيم والموحَّدة المفتوحتين، كذا في أصلنا، وفي بعض أصولنا الدِّمشقيَّة: (خيل)؛ بالخاء المعجمة، وبالمثنَّاة تحت، وفي نسخة مثل أصلنا، ولم أر ذلك في «المطالع»، و(أُحرز): رباعيٌّ. /
          قوله: (فَقَالَ: أُمَيَّةَُ بْنَُ خَلَفٍ): يجوز نصبه على الإغراء؛ أي: عليكم أميَّة، ويجوز رفعه؛ أي: هذا أميَّة، فيكون خبر مبتدأ محذوف، وقد عمل الآن في أصلنا: بالرَّفع.
          قوله: (فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنَ الأَنْصَارِ): سيأتي من عُرِفَ منهم في (قتل أميَّة).
          قوله: (خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ): ابن أميَّة بن خلف اسمه عليٌّ، كذا هو مسمًّى في السيرة، وسيأتي أنَّه قتله عمَّار بن ياسر.
          قوله: (لِأَشْغَلَهُمْ): يقال: شَغَلَه يَشغَلُه؛ هو بفتح أوَّله وثالثه، ولا يقال: رباعيٌّ إلَّا في لغة رديئة، وقد تقدَّم [خ¦118].
          قوله: (فَتَجَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ): هو بالخاء في أصلنا، قال ابن قرقول: (بالجيم للأصيليِّ وأبي ذرٍّ، وعند الباقين: بالخاء)، قال ابن قرقول: (وهو أظهر؛ لقول عبد الرَّحمن: «فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي»، فكأنَّهم أدخلوا سيوفهم خلاله حتى وصلوا إليه، وطعنوا بها من تحته؛ من قولهم: خلَّلته بالرمح واختللته؛ أي: طعنته، ومعنى الرِّواية الأخرى: عَلَوه وغَشَوه بها، يقال: تجلَّل الفحل النَّاقة: علاها).
          قوله: (حَتَّى قَتَلُوهُ): في «الاستيعاب» في ترجمة خُبَيب بن إساف بن عنبة: أنَّه هو الذي قتل أميَّة بن خلف، وقال أيضًا في ترجمة خارجة بن زيد بن أبي زهير: (قال ابنُ إسحاق: قَتل أميَّةَ بنَ خلف رجلٌ من الأنصار من بني مازن، وقال ابنُ هشام: ويُقَال قتله معاذُ ابن عفراء، وخارجةُ بن زيد، وخُبَيبُ بن إساف؛ اشتركوا فيه، قال ابنُ إسحاق: وابنُه عليُّ بن أميَّة قَتله عمَّار بن ياسر؛ يعني: يومئذٍ ببدر)، انتهى، وقال في «الاستيعاب» في ترجمة بلال: (قَتل أميَّة بن خلف)، وفي «المستدرك» في ترجمة رافع بن مالك الزُّرَقيِّ: أنَّه طعنه بالسَّيف، فلعلَّ هؤلاء الجماعة الذين ذكرتهم اشتركوا في قَتله؛ وهم: خُبَيب بن إساف بن عنبة، وخارجة بن زيد بن أبي زهير، ومعاذ ابن عفراء، وبلال، ورافع بن مالك الزُّرقيُّ، والله أعلم.
          قوله: (وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ): الذي أصاب رِجل عبد الرَّحمن لا أعرفه بعينه، والظَّاهر أنَّه أحد الذين اشتركوا في قَتله، وقد قدَّمتهم أعلاه، وقد قال بعض الحفَّاظ العصريِّين: (وفي «البلاذريِّ» عن إبراهيم بن سعد وغيره: أنَّ الذي تخلَّله بالسَّيف من تحت عبد الرَّحمن هو الحُباب(1) بن المنذر، وأنَّه أصاب رِجل عبد الرَّحمن).
          قوله: (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: سَمِعَ يُوسُفُ صَالِحًا وَإِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ): إنَّما قال ذلك البخاريُّ؛ لأنَّ يوسفَ بن الماجِشون عنعن في روايته عن صالح، فنبَّه البخاريُّ على سماعه منه؛ خشيةَ العنعنة، وألَّا يُظنَّ أنَّه لم يلقَهُ وشرطُه اللِّقاء، وكذلك إبراهيم بن عبد الرَّحمن سمع من أبيه؛ خشيةَ ما ذكرتُه، ويوسف بن الماجِشون وكذا إبراهيمُ بن عبد الرَّحمن ليسا مدلِّسين؛ فاعلمه.
          وقوله: (قال أبو عبد الله...) إلى آخره: هو في بعض الرِّوايات، وفي بعضها ليست فيها، و(أبو عبد الله): هو البخاريُّ، وهذا مشهورٌ.


[1] في (ب): (الخباب)، وهو تصحيفٌ.