التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

ما جاء في كفارة المرض

          ░1▒ بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ المَرَضَى.
          الكفَّارة: صيغة مبالغة من الكفر وهو التغطية، والمرض: خروج الجسم عن المجرى الطبيعي، ويُعبَّرُ عنه بأنَّه حالة أو ملكة تصدر بها الأفعال عن الموضوع لها غير سليمة. فإن قلتَ: المرض ليس له كفَّارة بل هو كفَّارة للغير، قلتُ: الإضافة فيه بيانية، نحو: شجر الأراك، أي: كفَّارة هي مرض، أو الإضافة بمعنى في، كأن المرض ظرف للكفَّارة، أو هو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. فإن قلت: ما وجه مناسبة الآية التي استدل بها وهي قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}[النِّساء:123] لترجمة الكتاب، إذ معناها من يعمل معصية يُجزَ بها يوم القيامة؟ قلتُ: اللفظ أعم من يوم القيامة فيتناول الجزاء في الدنيا بأن يكون مرضه عقوبة لتلك المعصية فيُغفَرُ له بسبب ذلك المرض.