التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث ابن عباس: أنه بات عند ميمونة فاضطجعت في عرض

          992- قوله: (عَنْ مَخْرَمَةَ) هو بإسكان الخاء المعجمة وميم مفتوحة.
          قوله: (فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الوِسَادَةِ) كَذا الرواية، وفي أخرى <الوسائدُ والعُرض> بفتح العين المهملة ضد الطول، قال صاحب «المطالع»: كذا لأكثرهم، ولبعضهم بضمِّها، وهو الناحية والجانب، والفتح أشهر، وكذا قال القاضي: إنِّ الذي ضبطه عن أكثر شيوخه وفي أكثر النسخ الأمَّهات بفتح العين، قال: وهو الأوجه، لأنَّه ضد الطول الذي ذكر بعده، قال: ووقع عند الطَّرابلسي وبعض شيوخنا في «الموطأ» بضم العين، قال: وكَذا وجدت الأَصِيْلِي قيَّده بخطِّه في موضع مِن البخاري، والفتح هنا أصوب مِن الضمِّ لأنَّ العُرض بالضَّمِّ النَّاحية والجانب، وهو المراد بقوله في الكسوف: ((رأيت الجنة والنَّار في عُرض هذا الحائط)) أي ناحيته، وكذا في قوله في الحديث الآخر: ((كأنَّما ينحتون الفضَّة مِن عُرض هذا الجبل)) بالضمِّ أي مِن جانبه، قال ابن عبد البرِّ: ((في الوسائد)) وهي الفراش وشبهه، قال: وكان _والله أعلم_ مضطجعًا عند رجلي رسول الله صلعم أو / رأسه، وقال ابن الأثير: الوسادة المخدَّة، والجمع وسائد، وقد وسد الشَّيء يتوسَّده؛ إذا جعله تحت رأسه، وكذا هُو في «الصِّحاح» وقال صاحب «المطالع»: وقد قالوا أساد ووساد، واشتقاقها واحد، والوساد ما يُتوسَّد إليه للنَّوم، يُقالُ أساد ووساد ووَسادة، وكانت هذه الوسادة أدمٌ حشوها ليف كما جاء في أبي داود والنَّسائي والترمذي، قال أبو الوليد: والظَّاهر أنَّه لم يكن عندهما فِراش غيره، ولذلك باتوا جميعًا فيه، وفي الحديث: ((يوم المحرم عند محرم وزوجها)).
          قوله: (فقَامَ رَسُولُ اللهِ صلعم إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ) هي بشين معجمة مفتوحة، وهي القربة العتيقة جدًّا.
          قوله: (وَأَخَذَ بِأُذُنِي يَفْتِلُهَا) يعني وأداره حتَّى جعله عن يمينه لأنَّه كان وقف عَن يساره كما جاء في غير هذا الباب، وإنَّما فتل أُذنه ليكمل نقصَه (1) لأنَّه كان بعد القيام مِن النوم، أو ليعلم كيفية وقوف الفرد خلف الإمام.
          وفيه أنَّ العمل القليل لا يُبطل، ومشروعية الجماعة في صَلاة النَّفل المطلق.


[1] في الأصل:((نقصه)) غير واضح.