تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما

          1773- (عَن أَبِي صَالِحٍ) هو ذَكوانُ.
          (العُمرَةُ إِلَى العُمرَةِ) أي: العمرةُ حال كونِ الزمنِ بعدَها ينتهي إلى العمرةِ، فـ (إلى) للانتهاء على أصلها، ويحتمل كما قيل: أنها بمعنى: مع. (كَفَّارَةٌ لما بَينَهُمَا) أي: من الذنوب الصغائر.
          وظاهرُ الحديثِ على الأول: أنَّ المكفِّرَ هو العمرةُ الأولى لتقييدها بما قدرناه(1)، وعلى الثاني: أنهما(2) معًا، واستشكل كون العمرةِ كفارةً لها مع أن اجتنابَ الكبائرِ يكفِّرهُا، فماذا تكفِّرُ العمرةُ؟ وأُجيب: بأنَّ تكفيرَ العمرة مقيدٌ بزمنها وتكفيرُ الاجتنابِ عامٌّ لجميع عُمر العبدِ.
          (وَالحَجُّ المبرُورُ) هو كما مرَّ: الذي لا يخالطه إثم، أو المقبول، أو الذي لا رياءَ فيه ولَا سمعةَ ولا رفثَ ولا فسوقَ. (لَيسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ) أي: لا يقتصرُ(3) لصاحبه مِن الجزاء على تكفيرِ بعض ذنوبه بل لا بدَّ أن يدخلَ الجنةَ.


[1] في (ع): ((قدرنا)).
[2] في (ع) و(ك) و (د): ((أنه هما)).
[3] في (د): ((تقتصر)).