تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب الفتنة التي تموج كموج البحر

          ░17▒ (بابُ الفِتْنَةِ الَّتي تَمُوجُ كَمَوجِ البَحْرِ) أي بيان ما جاء فيها. (قالَ امرُؤُ القَيسِ) كذا في نسخة، والمحفوظ_كما قال شيخنا _ أن الأبيات المذكورة لعمرو بن معدي كرب الزبيدي وهي: (الحَربُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً) برفع (أوَّلُ) ونصب (فَتِيَّةً) أي أول أحوالها إذا كانت (فَتِيَّةً) فـ(الحرْبُ) مبتدأ و(أوَّلُ) مبتدأ ثان، و(فَتِيَّةً) حال سدت مسد الخبر، والجملة خبر (الحَرْبُ)، وبنصب (أوَّلَ) ورفع (فَتِيَّةٌ) أي الحرب في أول أحوالها فتية فـ(الحرْبُ) مبتدأ(1) و(أوَّلَ) ظرف و(فَتِيَّةٌ) الخبر، وبرفعهما مبتدأ وخبر، والجملة خبر عن الحرب، أو (أوَّلُ) بدل من (الحَرْبُ)، وبنصبهما على أن (أوَّلَ) ظرف و(فَتِيَّةً) حال و(تَسْعى(2)) خبر عن الحرب، وقال الكِرْماني في ذلك: وجاز في (أوَّلَ) و(فَتِيَّةً) نصبهما ورفعهما، ونصب الأول ورفع الثاني / والعكس، و(كَانَ) إما ناقصة، وإما تامة. انتهى(3)، والمراد: أن الحرب تعرض لمن لم يجربها حتى يدخل فيها فتهلكه. (تَسْعَى) أي الحرب (بِزِينَتِها) بكسر الزاي، وفي نسخة: <ببزَّتها>_بموحدتين قبل الزاي_ والبِزَّة: اللباس الجيد(4). (حَتَّى إِذا اشتَعَلَتْ) أي هاجت. (وَشَبَّ ضِرَامُها) أي ارتفع اشتعالها. (وَلَّتْ عَجُوزًا) جواب (إِذا). (غَيْرَ ذَاتِ حَلِيْلِ) _بمهملة_ أي لا يرغب أحد في تزويجها(5)، ويروى(6) _بمعجمة_ أي صاحب.
          (شَمطاءَ) بالنصب صفة لـ(عَجُوز)، ويجوز الرفع خبر مبتدأ محذوف، والشمط: اختلاط الشعر الأبيض بالشعر الأسود. (يُنْكَرُ) بالبناء للمفعول. (وَتَغَيَّرَتْ) أي تبدلت بحسنها قبحًا. (مَكرُوهَةً) حال من ضمير (تَغَيَّرتْ). (7) (لِلشَّمِ وَالتَّقْبِيلِ) أي لأنها حينئذٍ مظنة للبَخر ووصفها به للمبالغة في التنفير منها.


[1] قوله: ((فالحرب مبتدأ)) ليس في المطبوع.
[2] في (ع): ((يسعى)).
[3] قوله: ((انتهى)) ليس في (ع).
[4] في (ع): ((الجديد)).
[5] في (ع) والمطبوع: ((تزوجها)).
[6] زاد في (ع): ((خليل)).
[7] قوله: ((مَكرُوهَةً حال من ضمير تغيرت)) ليس في (ع).