مصابيح الجامع الصحيح

باب الصبر عند الصدمة الأولى

          ░42▒ (الْعَدْلَانِ) الفرَّاء: «العَدْل» : بالفتح: مَا عادل الشَّيء من غير جنسه، وبالكسر: المثل.
          و(الْعِلَاوَةُ) بكسر العين مَا عُلِّقت على البعير بعد تمام الوقر نحو السِّقاء وغيره، وهي فاعل (نعم).
          و(الَّذِينَ) هُوَ المخصوصُ بالمَدْح، والظَّاهر أنَّ المرادَ بـ(العدلين): القول وجزاؤه؛ أي: قول الكلمتين، وبدعاء الثَّواب وهما مثلان في أنَّ العدل الأوَّل مركَّب من كلمتين، والثَّاني من النَّوعين من الثَّواب.
          إن قلتَ: مَا مَعْنى الصَّلاةِ من الله تعالى؛ قلتُ: المَغْفرة.
          المُهلَّب: «العدلان» هما: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، والثَّواب عليهما هي العلاوة.
          وقيل: العدلان: الصَّلاة والرَّحمة، والعلاوة: الاهتداء.
          الخطَّابيُّ: يريد أنَّ الصَّبرَ المحمود هو ما كان عند مفاجأة المصيبة، فإنَّه إذا طالت الأيَّام عليها؛ وقع السَّلو وصار الصَّبر حينئذٍ طبعًا.
          قال بعض الحكماء: أنَّ الإنسان لا يُؤجَر على المصائب لأجل ذواتها؛ لأنَّه لا صُنْع للإنسان فيهَا، وقد يصيب الكافر مثل مَا يصيب المُسْلم، إنَّما يُؤجَر على نِيَّته والاحتساب فيها والصَّبر الجميل.