مصابيح الجامع الصحيح

حديث: أتاني آت من ربي فأخبرني أنه من مات من أمتي

          1237- قوله: (وَإِنْ سَرَقَ) حرف الاستفهام فيه مقدَّر، وتقديره: أيدخل الجنَّة وإن سَرَق وزنى؟ وجملة الشَّرط حال.
          إن قلتَ: ليس في الجوابِ استفهام، فيلزم منه أنَّ من لم يَسْرق ولم يزنِ لم يدخلِ الجنَّةَ، إذ انتفاء الشَّرط يَسْتلزم انتفاء المشروط.
          قلتُ: هو من باب: «نِعمَ العبدُ صهيبٌ، لو لم يخف الله؛ لم يَعْصه»، والحكم في المسكوت عنه ثابت بالطَّريقِ الأولى.
          وفيه دليل على أنَّ الكبائرَ لا تَسْلبُ اسم الإيمان، فإنَّ غير المؤمن لا يَدْخل الجنَّة، وإنَّ من أتى بهما من المؤمنين لا يخلدون في النَّار، وإنَّما ذكر من الكبائر نوعين؛ لأنَّ الذَّنب إمَّا حقُّ الله تعالى؛ وأشار بالزِّنا إليه، وإمَّا حقُّ العباد؛ وأشار بالسَّرقة إليه.
          بعض العلماء: أنَّه كان قبل نزول الفرائض والأوامر والنَّواهي.
          البخاريُّ: إنَّ ذلك لمن كان على النَّدم والتَّوبة، ومات عليه.
          فائدة: إن قلتَ: من أينَ عَلم ابنُ مَسْعود هذا الحكم؟
          قلتُ: من حيثُ أنَّ انتفاء السَّببِ يوجب انتفاء المسبَّب، فإذا انتفى الشِّرك؛ انتفى دخول النَّار، وإذا انتفى دخول النَّار؛ يَلْزم دخول الجنَّة، إذ لا ثالث لهما، أو ممَّا قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النِّساء:48] الآية؛ قاله الكرمانيُّ، ولسيِّدي كلام هنا يُنظَر من شرحه.