مصابيح الجامع

باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة

          ░98▒ (باب الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِالْهَزِيمَةِ وَالزَّلْزَلَةِ) في الباب أحاديثُ ليس فيها الدعاء بالهزيمة والزلزلة إلا في حديثٍ واحدٍ، وبقيةُ الأحاديث إنما دعا (1) فيها بغير الهزيمة.
          قال ابن المنيِّر: إنما خصَّ في الترجمة الدعاءَ بالهزيمة؛ لئلا يتخيلَ متخَيِّلٌ أن الدعاء بها تضجيع في إهلاك المشركين؛ لأن المنهزم ينجو بنفسه، والمراد: البالغُ منهم إنما هو الهلاك والقتل، فأراد البخاري أن الدعاء يكون مُقتصَدًا وبالغًا، وإذا جاز أن يدعو عليهم بالهزيمة، فما فوقها أجدَرُ(2).
          قلت: في الأولوية نظر، وذلك لأن الهزيمة فيها سلامةُ نفوسهم، وقد يكون ذلك مطلوبًا رجاء أن يتوبوا من الشرك، ويدخلوا في الإسلام، والإهلاكُ الماحقُ لهم مفوِّتٌ لهذا المقصد الصَّحيح، فتأمله.


[1] في (د): ((دعي)).
[2] في (د): ((أحذر)).