مصابيح الجامع

باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}

          ░11▒ (باب قَوْلِ اللهِ ╡(1) : {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة:52]، والحَرْبُ سِجَالٌ) جعل ابنُ بطال وجهَ تعلُّق حديث ابن عباس: ((الحربُ (2) سجالٌ)) بالآية المذكورة أنها مصدِّقَةٌ له، وهو مُبيِّنٌ لها؛ لأن الحرب إذا كانت سجالًا، فهي إحدى الحسنيين؛ لأنها إن كانت علينا، كانت الشهادة، وهي أكبر الحسنيين، وإن كانت لنا، فالغنيمة، وهي أصغرهما (3)، فالحديث مُطابق.
          قال ابن المنيِّر: والتحقيق أن البخاري ما ساق الحديث إلا لقوله فيه: ((وكذلكَ الرسلُ تُبتلى، ثم تكونُ لهم العاقبة))، فبهذا يتحقَّق أنهم على إحدى الحسنيين؛ إن انتصروا، فلهم العاجلة والعاقبة، وإن انتصر عدوهم، فللرسل العاقبة، وهي خيرٌ من العاجلة وأحسنُ، ففي تمام حديثِ هرقل تظهرُ المطابقة، بل تحصلُ المطابقة من مجرد قوله: الحربُ سِجال؛ لأن المراد: لنا تارة، ولهم تارة، فإن كانت شهادة، فالدولة للعدو، وإن كانت غنيمةً فالدولة للمسلمين، إلا / أن الفرق أن الدولةَ إذا كانت (4) للمسلمين، لم يكن للعدو ما يجبرهُم، وإن كانت الدولة للعدو، كان للمسلمين ما يجبرهم، وهو فضلُ الشهادة(5).


[1] في (ق): ((قول الله تعالى)).
[2] في (د) و(ج): ((والحرب)).
[3] في (ق): ((أصغرها)).
[4] في (ق) زيادة: ((الدولة)).
[5] في (ق): ((الأشهاد)).