مصابيح الجامع

باب إضمار الخيل للسبق

          ░57▒ (باب إضْمَارِ الْخَيْلِ لِلسَّبْقِ) ذكر ابن بطال هنا سؤالًا وجوابًا، فقال: إن قيل: كيف ترجم على إضمار الخيل، وذكر أنَّ النبي صلعم سابقَ بين (1) الخيل التي لم (2) تُضْمَر؟
          فالجواب: أنه أشار بطرف من الحديث إلى بقيته، وأحال على سائره؛ لأن تمام الحديث: أنه ◙ سابقَ بينَ الخيل التي أُضمرت، وبين الخيل التي لم تُضْمَر(3).
          فقال (4) ابن المنيِّر: إنما كان البخاري يترجم (5) على الشيء من الجهة العامة قد يكون ثابتًا، وقد يكون منفيًّا، فمعنى قوله: ((باب إضمار الخيل للسبق))؛ أي: هل هو شرط، أو لا؟ فبين أنه ليس بشرط؛ لأن النبي صلعم سابق بها مضمرةً، وغير مضمرةٍ.
          وهذا أقعدُ بمقاصد البخاري من قول الشارح: إنما ذكر (6) طرفًا من الحديث؛ ليدل على تمامه؛ لأن لقائلٍ (7) أن يقول: إذا لم يكن بُدٌّ من الاختصار، فذكرُ الطرفِ المطابق للترجمة أولى في البيان، لاسيما والطرف المطابقُ هو أول الحديث إذ أولُه: عن ابن عمر: ((سابق النبي صلعم بين الخيل التي أُضْمِرَتْ من الحفياءِ إلى ثنيةِ الوادع))، ثم ذكر الخيلَ التي لم تُضْمَر؛ كما ساق في هذه الترجمة، فحملُه على تأويلها لا معترضَ (8) عليه.


[1] ((بين)): ليست في (ق).
[2] ((لم)): ليست في (د).
[3] في (ق): ((تضمره)).
[4] في (ق): ((وقال)).
[5] في (ق): ((ترجم)).
[6] في (د): ((قصد)).
[7] في (ق): ((للقائل)).
[8] في (ق): ((يتعرض)).