الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: إني أراك الذي أريت فيك ما أريت

          2944- مُسْلِمٌ: عنِ ابنِ عبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ مسيلمةُ الكذَّابُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلعم المدينةَ، فجعلَ يقولُ: / إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ، فَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رسول الله صلعم وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلعم قِطْعَةُ جَرِيدَةٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فقَالَ: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ أَتَعَدَّى أَمْرَ اللهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ؛ لَيَعْقِرَنَّكَ اللهُ، وَإِنِّي لأُرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عنِّي» [خ¦3620] ثمَّ انصرَفَ عنهُ، قَالَ ابنُ عبَّاسٍ: فسألتُ عنْ قولِ رسولِ اللهِ صلعم: «إنِّي أُراكَ(1) الَّذي أُريتُ فيكَ ما أريتُ»، فأخبرني أبو هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ: «بينما أنا نائمٌ رأيتُ في يدي سِوَارينِ من ذَهَبٍ، فأَهَمَّني شأْنُهما، فأوحى الله(2) إليَّ في المنامِ أنِ انْفُخْهُما، فنَفَخُتهما فَطَارَا، فأوَّلتهما كذَّابَيْن يَخْرجانِ بعدي، فكانَ أحدُهما العَنْسيَّ(3) صاحبَ صنعاءَ، والآخرُ مسيلمةَ صاحبَ اليمامةِ».
          خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ في المغازي في قصَّةِ الأسودِ العَنْسيِّ(4) [خ¦4378] عنْ عبيدِ(5) اللهِ(6) بنِ عتبةَ قَالَ: بَلَغَنا أنَّ مُسيلمةَ الكذَّابَ قدِمَ المدينةَ، فنزلَ في دارِ بنتِ الحارثِ، وكانَ تحتهُ ابنةُ(7) الحارثِ بنِ كُرَيْزٍ، وهيَ أمُّ عبدِ اللهِ بنِ عامرٍ، فأتاهُ رسولُ اللهِ صلعم ومعَهُ ثابتُ بنُ قيسِ بنِ شَمَّاسٍ، وهوَ الَّذي يُقَالُ لهُ خطيبُ رسولِ اللهِ صلعم، وفي يدِ رسولِ اللهِ صلعم قضيبٌ، فوقفَ عَلَيْهِ فكلَّمهُ(8) ، فقَالَ لهُ مسيلمةُ: إِنْ شِئْتَ؛ خَلَّيْتَ(9) بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَمْرِ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ، فقَالَ النَّبيُّ صلعم: «لو سألتَنيْ هذا القضيبَ؛ ما أعطيتُكَهُ» (10) وذكرَ الحديثَ، وقَالَ: في السِّوارينِ: «فقطعتُهما (11) وكرهتُهما، فأُذِنَ لي فنفختُهما»، قَالَ عبيدُ اللهِ: أحدهما: العَنْسيُّ (12) الَّذي قتلَهُ فيروزُ باليمنِ والآخرُ مُسيلمةُ (13) .
          [وقدْ خَرَّجَهُ مسندًا] (14) كما خَرَّجَهُ مسلمٌ بلفظهِ.


[1] في المطبوع: (إنك أرى).
[2] لفظ الجلالة ليس في (ت).
[3] في (ص) و(ك): (العبسي).
[4] في (ص): (العبسي).
[5] في (ق): (عبد).
[6] زيد في (صق): (بن عبد الله).
[7] في (ص): (وكانت تحبه بنت).
[8] في (ص): (وكلمه).
[9] في (ص): (أخليت).
[10] في (ص): (أعطيتَكهُ)، وزيد في (أ) و(ت): (وإنِّي لأراكَ الَّذي أُريتُ فيكَ ما رأيتُ، «وهذا ثابتُ بنُ قيسٍ سيجيبكَ عنِّي»، فانصرفَ النَّبيُّ صلعم، قَالَ عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ: سألتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ عنْ رؤيا النَّبِيِّ صلعم الَّتي ذكرَ؟ قَالَ ابنُ عبَّاسٍ: ذكرَ لي... فذكرَها، وقَالَ). وكذا في المطبوع.
[11] في (ص) والمطبوع: (فَفُظعتهما).
[12] في (ص) و(ك): (العبسي).
[13] زيد في المطبوع: (الكذاب)، وكتب في هامش (ص): (حاشية: قتله وحشي قاتل حمزة).
[14] سقط من (ق).