تعليقة على صحيح البخاري

باب رفع الأيدي في الدعاء

          ░23▒ (بَابُ رَفْعِ الأَيْدِي(1) فِي الدُّعَاءِ).
          اختلف العلماء في رفع اليدين في الدُّعاء في الصَّلاة، قال بعضهم: يختار إذا دعا الله تعالى في حاجته أن يشير بإصبعه السَّبَّابة، ويقول: ذلك الإخلاص، ويكره رفع الأيدي، وروى سعيد عن قتادة قال: [رأى] ابن عمر قومًا رفعوا أيديهم، فقال: مَن يتناول هؤلاء؟! فوالله لو كانوا على رأس أطول جبل؛ ما ازدادوا مِن الله قربًا، وإنَّما الله بالقلوب، لا بالأيدي، وكان قتادة يشير بإصبعه ولا يرفع يديه، وقيل: يرفع حذو صدره وبطونها إلى وجهه، وكان آخرون يختارون رفع أيديهم حتَّى يحاذوا بها وجوههم، وقال: هذا هو الدُّعاء، وإذا رفعها حتَّى يجاوز بهما رأسه؛ فهو الابتهال، وأنَّه ◙ كان يرفع في الدُّعاء حتَّى يرى بياض إبطيه، قال ابن عبَّاس: الإشارة في الدُّعاء هو الإخلاص، وبسط اليدين حذو الصَّدر هو الدُّعاء، والابتهال رفعهما(2) .


[1] في (أ): (الأيد).
[2] في (أ): (رفعها).