تعليقة على صحيح البخاري

باب الدعاء نصف الليل

          ░14▒ (بَابُ / الدُّعَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ)؛ الحديث.
          هذا وقت شريف مُرغَّب فيه، خصَّه الله تعالى بالتَّنزُّل فيه، ويتفضَّل على عباده بإجابة من دعا فيه، وإعطاء من سأله؛ إذ هو وقت خلوة وغفلة واستغراق في النَّوم واستلذاذ له، ومفارقة الدعة واللِّذة صعب على العباد، لا سيَّما لأهل الرَّفاهة في زمن البرد، ولأهل التَّعب والنصب(1) في زمن من قصر الليل، فمن آثر القيام لمناجاة ربِّه والتَّضرُّع إليه في غفران ذنوبه، وفكاك رقبته من النَّار ومسألة التَّوبة في هذا الوقت الشَّاقِّ على خلوة نفسه ولذتها ومفارقة دعتها؛ فذلك دليل على خلوص نيَّته وصحَّة رغبته فيما عنده(2) ، فضمنت له الإجابة؛ لأنَّ الله تعالى لا يقبل دعاءً من قلب غافل لاهٍ؛ لأنَّه(3) في هذا الوقت تخلو فيه النفس مِن خواطر الدُّنيا وعلقها.


[1] في (أ): (النصف).
[2] في (ب): (عند).
[3] في (أ): (لأن).