مصابيح الجامع الصحيح

باب: {مخلقة وغير مخلقة}

          ░17▒ (باب: {مخلَّقة وغير مخلَّقة})
          الجوهريُّ: {مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ} [الحج:5] أي: تامَّة الخَلْق.
          قال الزَّمخشريُّ: {مُخَلَّقَةٍ} مسواة؛ أي: ملساء من النُّقصان والعيب، يُقال: خلَّق السِّواك إذا سوَّاه وملَّسه.
          و{غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} أي: غير مسوَّاة.
          فائدة: العامَّة: على الجرِّ في التِّلاوة في {مخلَّقة} وفي {غير}، وقراءة ابن أبي عَبْلة بنصبهما على الحال من النَّكرة، وهو قليلٌ جدًّا، وإن كانت سيبويه قاسه، وقيل: التَّضعيف في {مخلَّقة} دلالةٌ على تكثيرِ الخَلْق؛ لأنَّ الإنسانَ ذو أعضاءٍ متباينة، وخلق مُتَفاوتة؛ قاله الشَّعْبيُّ وقتادة وأبو العالية، وهو معنًى حسن.
          تنبيه: غرض البخاريِّ من هذا التَّبويب؛ أنَّ الحامل لا تحيض على مَا ذهب إليه أهلُ الكوفة والأوزاعيُّ، وهو أحد قولي الشَّافعيِّ، وأراد البخاريُّ بهذا التَّبويب مَعْنى ما رُوِيَ عن علقمة في تأويل هذه الآية الشَّريفة: إذا وقعت النُّطفة في الرَّحم؛ قال الملك: مخلَّقة أو غير مخلَّقة، فإن قال: غير مخلَّقة؛ مجَّت الرَّحم دمًا، وإن قال: مخلَّقة؛ قال: أذكر أم أنثى، ويُحتمَل أن يكونَ المراد مَا فسَّره في الحديث إذا أراد خلقه؛ قال: مخلَّقة، وإن لم يرد؛ قال: غير مخلَّقة، ويحتمل أن يكون أراد الآية الكريمة مضغة مخلَّقة، وغير مخلَّقة، والحديث طبقها، ويُحتمل أن يكون أراد بالآية أنَّها تكون غير مخلَّقة في الحالة الثَّانية، ثمَّ يُخلَّق بعد ذلك، والواو لا تُوجِب ترتيبًا.